على مر السنين كانت المرأة دائما الضحية الأولى للمجتمع، المضطهدة المحكوم عليها “بالإعدام” حتى في الحياة، ورغم كل التقدم الذي أحرزته في مختلف المجالات عبر مر الزمان، إلا أنها لم تستطع أن تحظى بالمكانة التي تستحقها ولا أن ترقى بتفكير الرجل حتى يمنحها قيمتها الحقيقية.
قد تختلف مشاكل المرأة بين الماضي والحاضر في الشكل، لكنها في المضمون تبقى نفسها، بل وقد تكون زادت بسب تفاقم مسؤولياتها، والضغوطات التي أصبحت تمارس عليها سواء كانت طفلة أو مراهقة، أو أما، وسواء كانت ربة بيت أو تعمل خارج البيت…
في مبادرة قام بها معهد “آيرتون” البرازيلي، المتخصص بالدراسات الاجتماعية للبحث بشأن أنواع المشاكل التي تعانيها المرأة، توصل الفريق الباحث إلى أن مفهوم المشاكل عند المرأة أصبح يخلط بين الحلم، الإنجاز، والمشاكل، فبعض الأحلام تحولت إلى مشاكل، وبعض الإنجازات كذلك.
وبشأن المشاكل الكبرى التي تعانيها المرأة العصرية وفقا للدراسة، فقد تم تحديد،ست مشاكل رئيسة:
المستوى المهني
71 % من النساء اللواتي أدلين برأيهن اعتبرن أنه رغم تحسن ظروف العمل إلا أنهن ما زلن يشعرن بمقاربة النوع، حيث أن الرجل عموما يتلقى أجرا أكبر من المرأة، وينطبق ذلك أيضا على الرجال في الدول المتقدمة.
في الأسرة
مازالت المرأة تواجه مشاكل داخل الأسرة، وهناك من الآباء من لا يزال يرحب بالذكر أكثر من الأنثى، وقد تؤدي ولادة الأنثى مشاكل بين الزوجين أو العائلة، إذ أن فكرة قدوم الولد هي مفخرة وقدوم الفتاة عار ترسخت في ذهن الرجال.
بيت الزوجية
أكدت حوالي 66 في المائة من النساء اللواتي شاركن في الدراسة أن الزواج أصبح أكثر صعوبة من ذي قبل، لأن المرأة العصرية تسعى لتحقيق ذاتها قبل الارتباط، ولها أولويات أخرى، عكس المرأة القديمة التي كانت لا تفعل أي شيء سوى انتظار الزوج المستقبلي. هذا ما يجعل نسبة العنوسة ترتفع، إذ نسبة كبيرة تجد أن القطار فاتها وتعيش وحيدة.
الاستقلالية
ارتباطا بالمشكلة السابقة، 59 في المائة من النساء يعتبرن أن شرط المرأة لتحقيق الاستقلالية يعوق الزواج. وعلى الرغم من أن استقلالية المرأة أصبحت ضرورية في هذا العصر، إلا أن هناك من الرجال من يرفض أن تحصل المرأة على كامل استقلاليتها أو حتى جزء منها، وذلك لتظل المرأة تابعة له وفي حاجة مستمرة إليه. وأوضحت الدراسة أن ذلك يعود لأسباب غريزية متأصلة فيهم حول دور المرأة الاجتماعي والعائلي.
معايير الجمال
تغيرت معايير الجمال في الوقت الحالي، وأصبح الجمال الطبيعي يأتي في المرتبة الثانية. وأكدت 63 في المائة من النساء أن الجمال المصطنع هو ما أصبح يلفت النظر. وقد أصبحت المرأة الطبيعية ينظر إليها على أنها متأخرة أو متخلفة.
الحمل
أفادت آراء بعض النساءبأن الأوضاع الاقتصادية المعقدة قد تحد من رغبة النساء في إنجاب الأطفال، وأكدت آراء أخرى بأن هناك نساء عصريات يفكرن بأن الحمل والولادة يشوهن جسمهن، وهو الأمر الذي جعلهن يعزفن عن الحمل والإنجاب.