عام 2022، صدم النجم العالمي أشتون كوتشر معجبيه عندما كشف عن معاناته مع مرض نادر وخطير يُعرف باسم التهاب الأوعية الدموية. هذا المرض المناعي الذاتي أثر بشكل كبير على حياته . وصف كوتشر تجربته مع المرض في مقابلة مفعمة بالمشاعرقائلا : “فقدت بصري، و سمعي، وحتى توازني تماما ” ثم أضاف : “لم أدرك قيمة الأشياء حتى فقدتها. استغرق الأمر عامًا كاملاً لأعيد بناء حياتي.”
اليوم، وبعد تعافيه، أصبح كوتشر مصدر إلهام للكثيرين، حيث سلط الضوء على مرض غير معروف و يمكن أن يغير حياة المصابين به. فما هو التهاب الأوعية الدموية؟
ما هو التهاب الأوعية الدموية؟
هو اضطراب مناعي ذاتي ينتج عن مهاجمة الجهاز المناعي للأوعية الدموية بالجسم عن طريق الخطأ ، الشيء الذي يؤدي إلى التهابها وتضييقها. و بالتالي هذا التضييق يعيق تدفق الدم بشكل طبيعي إلى الأعضاء والأنسجة، مما يسبب أضرارا بالغة قد تعطل وظائف الأعضاء أو تُحدث مضاعفات خطيرة تهدد حياة الإنسان .
عوامل تزيد من خطر الإصابة بهذا الالتهاب :
أمراض مناعية أخرى مثل الذئبة الحمراء.
الالتهابات الفيروسية، مثل التهاب الكبد.
بعض الأدوية أو التعرض للسموم.
التدخين وتعاطي المخدرات.
أنواع التهاب الأوعية الدموية:
يوجد أكثر من 12 نوعًا من التهابات الأوعية الدموية، تختلف حسب حجم الأوعية المتضررة وموقعها في الجسم. ومن بين الأنواع الأكثر شيوعًا نجد :
التهاب الشرايين ذات الخلايا العملاقة: يصيب الشرايين الكبيرة، خاصة في الرأس.
مرض بهجت: يصيب الأوعية في أماكن متعددة، وقد يؤدي إلى تقرحات ومضاعفات أخرى.
التهاب الأوعية الدقيقة: يؤثر على الشعيرات الدموية والأوعية الصغيرة في الجسم.
أعراضه:
أعراض هذا المرض تختلف حسب نوعه والمناطق المصابة، لكنها تشمل عمومًا:
الإرهاق والحمى.
آلام المفاصل والعضلات.
مشاكل في السمع والبصر.
اضطرابات الجهاز الهضمي.
مشاكل عصبية.
في بعض الحالات الشديدة، قد يؤدي هذا المرض إلى مشاكل خطيرة مثل:
النوبات القلبية.
السكتات الدماغية.
فشل الأعضاء.
التشخيص والعلاج
تشخيص هذا المرض يتطلب اختبارات متعددة مثل فحوصات الدم، الخزعات، والأشعة. يعتمد العلاج على نوع المرض وشدته، ويتضمن عادة:
أدوية مضادة للالتهابات .
مثبطات المناعة: لمنع الجهاز المناعي من مهاجمة الأوعية الدموية.
الجراحة: في حالات نادرة لتحسين تدفق الدم.
الحياة مع التهاب الأوعية الدموية
على الرغم من أن هذا المرض قد يكون مزمنًا، إلا أن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يساعد في السيطرة عليه ومنع تفاقم أعراضه . حيث صرح الأطباء أن تحقيق حالة من الخمود ( remission) أمر ممكن، حيث يتعلم المرضى كيفية التعايش مع المرض عبر نظام حياة صحي ومتابعة دورية.
ختاما قصة أشتون كوتشر مع التهاب الأوعية الدموية أعادت تسليط الضوء على هذا المرض النادر. إنها دعوة للجميع للاهتمام بأي أعراض غير مفسرة والتوجه إلى الطبيب فورًا.
صحيح أن هذا المرض قد يبدو مخيفًا، لكن مع التوعية والتشخيص المبكر، يمكن للمرضى أن يعيشوا حياة طبيعية مليئة بالأمل، تمامًا كما فعل أشتون كوتشر.