حكايات تبدو أحيانا كأنها من نسج خيال مخرج أفلام سينمائية أو كاتب سيناريو ، لكنها واقع معاش ،يحكي عن مشاكل بين جدران بيوت أكلتها الرطوبة والحزن والألم من الداخل . تحسبها قصورا تحاك داخلها قصص غرام مثالية كالتي في كتاب ألف ليلة وليلة .
لكن الواقع صادم.
“لالة فاطمة ” تستمع لنبض هؤلاء في مساحة بوح خاصة .
تقول سمية البالغة من العمر 42 سنة، والمطلقة بطفل. تسببت والدة زوجي في طلاقي منه، ولم أستطع أن أتحمل البقاء معه رغم أن ابني متعلق جدا بوالده، ولكن لكي أستريح من نكد أمه طلبت الطلاق. وتضيف سمية قائلة: “لقد اخترت راحة بالي فزوجي شخصيته مهزوزة جدا وضعيفة أمام والدته، يتصور أنها هي الملاك وكل البشر شياطين، كانت تسير حياتنا كما تريد هي لا كما نريد نحن، وتحشر نفسها في كل كبيرة وصغيرة، لم أستطع أن أتحمل كل ما تفعله في وفي ابنها، طلبت الطلاق منه، رفض، ولكن رضخ للأمر عندما أحس أنني متمسكة بالطلاق.
ولابد من الإشارة إلى أننا التقينا الكثيرات من سمية، بحيث يحكين نفس الظروف ونفس المشكل الذي تعرضت له سمية، إذ تعرضت للكثير من المضايقات من طرف أم الزوج التي تصر على أن تكون ضرة للزوجة وشوكة في حلقها، حتى لو لم يصلها منها أي أذى. وتعترف العديدات منهن أنهن لم يستطعن الاستمرار في حياتهن بهذه الطريقة، ومن فعلت فذلك فقط من أجل الأبناء. كما تصرح بذلك نادية البالغة من العمر 51 سنة وأم لـ 5 أبناء: “لقد تحملت من والدة زوجي ما لاتتحمله النساء، تزوجت أنا وهو عن حب، ولكنه حب تلاشى حتى قبل أن أرزق بإبني الثاني، وذلك بفضل والدته التي جعلت حياتنا جحيما، وأصبحت تتدخل فيما لايعنيها، وترى في اهتمامه بي تحديا سافرا لها ولأمومتها، وتعتبر أن أي شيء يقدمه لي وهي طبعا تطلع عليه لأنها تسكن معنا، تعتبر أنه يريد إغاضتها وتحشر نفسها حتى في الأمور التي تتعلق بعائلتي، وتنصحه بعدم زيارتهم كثيرا حتى مايضسروش على حد تعبيرها، ولاتجعله يعطي هدايا لإخوتي وأهلي رغم أنهم يعاملونه مثل إبنهم، ولكن تحاول إقناعه دائما بأنهم يريدون السيطرة عليه ولايحبون له الخير، ورغم كل هذا صبرت وتحملت هذا الأمر لأنني أخاف على أبنائي، وخصوصا أنهم خمسة وسيأخذهم مني، ويعطيهم لها لتربيهم، وإلا لما صبرت معه”.
لابد من التأكيد أنه ليس بالضرورة أن تكون كل المشاكل الزوجية سواء وصلت إلى الطلاق أو لم تصل لهذه المرحلة، ليست بالضرورة بسبب أم الزوج، لأن هناك الكثيرات منهن اللواتي تتمنى كل النساء أن تكون أما لأزواجهم، ولكننا هنا نورد الآراء التي تهمنا في التحقيق الذي ننجزه.
ولابد أيضا من الإشارة إلى أننا وجدنا حالات كثيرة كانت الحماة طرفا رئيسيا في الخلافات الزوجية، التي تقع بين الزوجين، وهناك من الرجال من اعترف بتأثير شخصية أمه عليه، رغم أنه يشعر أحيانا أن زوجته مظلومة، كما يقول محمد، متزوج منذ 3 سنوات، تزوجت عن حب، ولم تكن والدتي تحب أن أتزوج بدون أن تكون هي من تختار لي العروسة، واعتبرت من البداية أن هذا تحدي سافر لها، ولذلك لم تحب زوجتي يوما، وكانت تعتبر أن زواجي بهذه الطريقة هو تمرد عليها وخروج من جلبابها ولذلك أصبحت ترى في زوجتي عدوة لها وتكرهها، وخصوصا عندما أمدحها أمامها، وهو ما أصبحت أتجنبه بشكل نهائي، وأحاول ألا أتسبب في مشكل بينهما.