كشفت دراسة علمية حديثة نشرت في دورية npj Mental Health Research عن تحسّن مزاج مجموعة من البالغين الأصحاء الذين تناولوا مكمّلًا غذائيًا يحتوي على البروبيوتيك لمدة 28 يومًا. اللافت أن هذا التحسن بدأ بالظهور بعد الأسبوع الثاني .
ما هي البروبيوتيك؟
البروبيوتيك هي بكتيريا نافعة تعيش في الجهاز الهضمي وتساهم في الحفاظ على توازن الميكروبيوم المعوي. يطلق على الأمعاء أحيانًا “الدماغ الثاني”، نظرًا لتأثيرها المباشر على الجهاز العصبي عبر ما يعرف بمحور الأمعاء-الدماغ. خاصة وأن الأمعاء تنتج نحو 95% من هرمون السيروتونين، المسؤول عن تنظيم المزاج والنوم والشهية.
نتائج الدراسة: تحسن نفسي دون تدخل دوائي
شملت الدراسة 88 مشاركًا تتراوح أعمارهم حول 22 عامًا، لا يعانون من أمراض نفسية، ولا يتناولون أدوية أو مواد تؤثر على المزاج. قسّم المشاركون عشوائيًا إلى مجموعتين: الأولى تناولت مكملًا يحتوي على تسعة سلالات من البكتيريا المفيدة، والثانية تناولت دواءً وهميًا.
وبينما لم تظهر فروقات كبيرة في التقييمات النفسية التقليدية (القلق، الاكتئاب، المزاج). إلا أن التقييم اليومي لحالة المزاج كشف عن انخفاض تدريجي في المزاج السلبي لدى مجموعة البروبيوتيك. النتيجة المهمة هنا أن التحسّن كان طبيعيًا ومتدرجًا، دون التأثير على مشاعر الفرح أو الحيوية.
أين نجد البروبيوتيك؟
لا تقتصر فوائد البروبيوتيك على المكملات، بل يمكن الحصول عليها بسهولة من عدد من الأطعمة المتوفرة، أبرزها:
- الزبادي الطبيعي: أحد أهم مصادر البروبيوتيك وأكثرها شيوعًا.
- الكفير: مشروب حليب مخمّر يحتوي على تركيز عالٍ من البكتيريا النافعة.
- المخللات المخمّرة طبيعيًا: مثل مخلل الملفوف (الكرَوت) والكيمتشي.
- الميزو: معجون فول الصويا المخمّر الشائع في المطبخ الياباني.
- الجبن المخمّر: مثل جبن الغرويير والبارميزان (تحتوي على نسب من البروبيوتيك، لكن بدرجات متفاوتة).
كيف يمكن أن تدعم صحتك النفسية؟
تحسين النظام الغذائي بإضافة مصادر البروبيوتيك يمكن أن يساهم في دعم التوازن النفسي. خصوصًا عند دمجه مع نمط حياة صحي يشمل النوم الجيد، الرياضة المنتظمة، وتخفيف التوتر. لكن الخبراء يحذرون من الاعتماد على البروبيوتيك كعلاج بديل للاكتئاب أو القلق، بل ينظر إليه كعنصر مساعد ضمن خطة شاملة بإشراف مختص.
ختاما هذه الدراسة تسلط الضوء على أهمية صحة الأمعاء في التأثير على الحالة النفسية، وتفتح الباب أمام تعزيز المزاج بطرق بسيطة وطبيعية. سواء اخترت مكملًا غذائيًا أو أضفت الزبادي والمخللات إلى وجباتك، من المفيد أن تضع في اعتبارك أن العناية بالبكتيريا النافعة في أمعائك قد تكون خطوة صغيرة لها تأثير كبير على توازنك النفسي.