“سبعيام ديال البكور سالات”، عبارة ترددها الأسر المغربية بعد مرورالأيام الأولى من الزواج وهي بمثابة إنذار لبداية مشاكل قد لا تنتهي.
مشاكل بسيطة
نبيل، 34 سنة، متزوج منذ سنة تقريبا بدون أبناء يقول : في نظري تعد السنة أولى زواج بمثابة اختبار حقيقي لمدى قوة ومتانة العلاقة بين الزوجين، فأي مشكل يظهر في هذه السنة ويؤثر على العلاقة الزوجية، يدل على عدم وجدود تفاهم مسبق بين الطرفين قبل الزواج، وفي كثير من الأحيان على عدم حسن اختيار كل من الشريكين للآخر.
فالزواج رباط مقدس ومؤسسة من الحقوق والالتزامات المتبادلة، يتعين على كل شخص راغب في ولوجها أن يعي هذه الحقيقية، وما أظن بعد ذلك أنه سيندم أو يجعل من أي مشكلة كيفما كانت تهدد عشه الزوجي.
ويوضح نبيل فهمه للسعادة قائلا : بالنسبة إلي، فأنا أعيش حاليا مع طرفي الآخر وشريكة حياتي سعادة حقيقية وحياة مليئة بالحب المتبادل والقناعة، حقيقة كانت هناك بعض المشاكل البسيطة التي يعود سببها الرئيسي في الانتقال من حقل العزوبية والالتزامات، إلى حقل الزواج و الواجبات المعروفة، لكنها تبقى ظاهرة صحية تؤدي في النهاية إلى التأقلم وانصهار الزوجين في شخص واحد.
وحول بعض العادات التي تغيرت بعد زواجه، يضحك نبيل ساخرا: في السابق كان شرب فنجان قهوة في مقهى عام، يستغرق الساعتين فما فوق لاسيما إذا كنت برفقة الأصدقاء، أما اليوم فلا أجد لذلك وقتا ويكفيني كرم زوجتي وفنجان قهوتها في المنزل.
ملح الطعام
أما زوجته حسناء فتعلق على تغير وجهات نظر الأزواج إلى بعضهما البعض بالقول: أجمل وأروع ذكرياتي هي التي أتقاسمها الآن مع زوجي، وأعتقد أن السر في ذلك يكمن في كون تعرفنا قبل الزواج لم يدم سوى أسابيع قليلة ليتم الزواج، وبالتالي لازلنا نتعرف على بعضنا البعض، فزواجي كان عائليا وبالتالي السنة أولى من زواجي، هي فرصة للتعرف أكثر على زوجي والتقرب منه، ولحد الآن والحمد لله لم تواجهني معه أي مشاكل كثيرة، فكلانا حاول منذ الخطوة الأولى إلى القفص الذهبي، تفهم طباع الآخر ومحاولة التأقلم معه ومع طلباته، بحيث يمكن القول إننا أصبحنا فعلا شخصا واحدا، وطبعا فالمشاكل الزوجية مهما بلغت حدتها في تبقى في نظري مثل “ملح الطعام.
باي باي قناع روميو
أما فتيحة، فتقدم نصيحة لكل حديثي العهد بالزواج، بالأخص أصحاب سنة أولى زواج قائلة : نصيحتي للعرسان الجدد، أن يبتعدا عن فخين خطيرين كثيرا ما يهددان الحياة الزوجية ويكدران صفوها وهما أولا حب التملك، خصوصا بالنسبة للزوج الذي بمجرد إبرام العقد يزيل قناع روميو العاشق الولهان، ويتحول إلى سي سيد زمانه، يرى في زوجته مجرد جارية مأمورة بالطاعة والولاء .
ثانيا، الغيرة التي وإن كان يشترك فيها الزوجان معا، فإن حظ النساء منها يبقى الأوفر منها، خصوصا وأنهن عكس الرجال لا يبدينها بشكل ظاهر وإنما تعرف من خلال تصرفات أخرى قد تكون في كثير من الأحيان عدوانية، كالنفور من الزواج بدون سبب، أو الخصام لأتفه الأسباب أو حتى مغادرة بيت الزوجية.
الاتفاق والصراحة
أما نادية فتضيف إلى ما سبق بالقول :أعتقد أن علاج المشاكل الزوجية في بداية الزواج، منوط بضرورة اتفاق الزوجين منذ السنة الأولى، وقبل الزواج على المصارحة في كل شيء والتنازل المتبادل، واعتبار الزواج مثل السفينة لا يهم من يقودها المهم أن تظل مبحرة.