اعتبرت ثريا العزاوي باحثة اجتماعية، أن الأزواج الذين يحولون بيوتهم إلى شبة فنادق غير عاديين، ذلك أن متطلبات الحياة اليومية للأزواج تقتضي حضورهما معا وجنبا إلى جنب في البيت كما في خارجه، من جهة لا يجب أن يحدث الزوج فراغا في البيت، لأن ذلك ينعكس سلبا على الأبناء، وقد يؤدي إلى انحرافهم خاصة في مرحلة المراهقة، ومن جهة أخرى على الزوجة بذل مجهود لتفهم زوجها لذلك على الطرفين أن ينهجا سياسة المكاشفة ويبحثا عن أسباب مشاكلهما التي تحول البيت إلى جحيم، يضطر معه احدهما الزوج أو الزوجة إلى مغادرته طيلة اليوم، فيصبح البيت أشبه بفنادق للنوم.
إذن تعددت مبررات الأزواج، بين من يعتبر آن العمل من يبعده عن بيته، ومن يؤكد أن الملل هو الملام الأول في ذلك، ويقولون إن مشاغل الحياة تلعب دورا في خلق هذا الوضع غير الصحي، إضافة إلى أنه هروب من الطلبات التي لا تنتهي. أو من يريد أن يقضي وقتا ممتعا مع بعض أصدقائه دون أن يخبر زوجته بمكان وجوده، لأنه لا يريد أن يحصي عليه أحد حركاته بدعوى الحفاظ على استمرار العلاقة الزوجية بأقل ما يمكن من المشاكل. وهناك من يدعي أن إهمال الزوجة لنفسها يدفع الزوج أحيانا إلى مغادرة المنزل.
واجمالا أعتقد أن السبب الرئيسي وراء غياب الزوج عن بيته، هو زوجته، فهي حين تريد أن تجعل الزوج يخرج من البيت تنجح، وحين تريد العكس تنجح أيضا، وتضطره إلى الابتعاد عن البيت وقضاء معظم أوقاته خارجه، سواء مع الأقارب أو الأصدقاء..