مرض التوحد أو الذاتوية (بالإنجليزية: Autism) ويسمى أيضًا اضطراب طيف التوحد (بالإنجليزية: Autism Spectrum Disorders or ASD) هو أحد الاضطرابات العصبية التي تتسم بمشاكل في التواصل والسلوك، وعادة ما تبدأ أعراضه بالظهور قبل عمر 3 سنوات.
يعاني مصابو التوحد من اضطراب في النمو العصبي يؤثر على عملية معالجة البيانات في الدماغ، ما يتسبب في ضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وحدوث أنماط سلوكية مقيدة ومتكررة
أسباب التوحد
لم تعرف أسباب التوحد بدقة حتى الآن، ولكنه قد ينجم عن مشاكل في أجزاء من الدماغ مسؤولة عن معالجة المدخلات الحسية، وهناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، منها:
الجنس، حيث يعد الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتوحد بمعدل 4 مرات عن الإناث.
وجود تاريخ عائلي من الإصابة بتوحد.
كبر عمر الأبوين، حيث يزيد خطر توحد الطفل كلما كان الأب أو الأم أكبر في العمر عند إنجابه.
استخدام بعض الأدوية أثناء فترة الحمل، أو التعرض للمواد الكيميائية، أو إصابة الأم الحامل ببعض الأمراض، مثل مرض السكري، أو السمنة، أو عدوى فيروسية.
انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
حدوث بعض الطفرات الجينية.
الإصابة بمتلازمة كروموسوم إكس الهش.
التعرض للسموم البيئية والمعادن الثقيلة.
أعراض التوحد
عادة ما تظهر على طفل التوحد أعراض واضحة في مرحلة الطفولة المبكرة بين عمر 12 إلى 24 شهرًا، ولكنها يمكن أن تظهر قبل هذا العمر أو بعد ذلك.
تختلف أعراض التوحد عند الأطفال من طفل لآخر، حيث تتراوح من أعراض خفيفة إلى شديدة، وتتضمن هذه الأعراض ما يلي:
أعراض التوحد المرتبطة بالتواصل الاجتماعي
انخفاض التواصل البصري.
عدم الاستجابة عند مناداة الطفل باسمه.
مقاومة الحضن أو حمله وتفضيل اللعب بمفرده.
افتقاد مريض التوحد القدرة على التعبير بالوجه أو فهم مشاعر الآخرين.
التأخر في الكلام وعدم استطاعة نطق الكلمات أو تكوين جمل.
التحدث بنبرة غير طبيعية أو بطريقة تشبه الإنسان الآلي.
عدم استطاعة بدء المحادثات أو الاستمرار فيها.
تكرار كلمات وعبارات مرارًا وتكرارًا.
أعراض التوحد السلوكية
القيام بنشاطات قد تسبب الإيذاء لنفسه، مثل العض أو ضرب الرأس.
القيام بحركات متكررة مثل التأرجح، أو الدوران، أو الرفرفة باليدين.
الانزعاج من تغيير الروتين المعتاد.
نمط حركي غريب، مثل المشي على أصابع القدمين.
الاهتمام بتفاصيل غريبة، مثل التركيز على عجلات السيارة فقط بدلًا من الاهتمام بالسيارة بأكملها.
فرط الحساسية للضوء، والصوت، أو اللمس.
تفضيل أنواع محددة من الطعام أو رفض أطعمة ذات قوام معين.
علاج التوحد
لا يوجد علاج نهائي للتوحد، ولكن يهدف العلاج إلى تحسين قدرة الطفل على التواصل، وتعديل سلوكياته، وتعزيز القدرة على التعلم والمهارات الحياتية.
يختلف العلاج من طفل لآخر، ومن أمثلة خيارات علاج التوحد عند الأطفال ما يلي:
تحليل السلوك التطبيقي: يفيد هذا العلاج في تعزيز السلوك الإيجابي والتغلب على السلوكيات غير الصحية، ويساعد في تحسين مهارات الطفل وقدراته الفكرية.
نموذج دنفر: ينطوي هذا العلاج على اللعب مع الطفل لتعزيز مهارات التواصل، ويعطي نتائج جيدة في الأطفال بين عمر 1-4 سنوات.
العلاج المهني: يساعد هذا العلاج طفل التوحد على تطوير مهارات الحياة اليومية، مثل ارتداء الملابس، والاعتناء بالنظافة الشخصية.
تدخل تطوير العلاقات: يهدف هذا العلاج إلى تعزيز المهارات الاجتماعية وتعلم الانخراط في المجتمع وتكوين علاقات.
علاج النطق: يساعد هذا العلاج على تحسين التواصل اللفظي وغير اللفظي وتعلم فهم لغة الجسد.
برنامج تيتش (بالإنجليزية: Treatment and Education of Autistic and Communication Relate or TEACCH): هو برنامج تربوي تعليمي يطبق في المدارس للمساهمة في علاج الطفل التوحدي بعد تقييمه بشكل فردي، ويهدف إلى تعزيز مهارات التواصل الاجتماعي والاندماج في المجتمع، وتحسين التواصل اللفظي بالاستعانة بالتعليمات المرئية، وكذلك التدريب على المشاركة في الأنشطة الطلابية، وتعزيز استقلالية الطفل والاعتماد على ذاته.
الأدوية: يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية لتقليل نوبات الصرع، أو علاج الاكتئاب، أو اضطرابات النوم.
للمزيد: علاج التوحد السلوكي والدوائي