اعتبر سعيد الهواري، أستاذ علم الاجتماع الأسري، بأن زواج الأرملة من أخ زوجها ظاهرة صنعها المجتمع، في محاولة لتخفيف مشاكله المادية والعرفية، إلا أن لهذه الظاهرة، يقول الهواري، أبعادا كثيرة يجب أخذها بعين الاعتبار من قبل الأهل حتى لا يتحول هذا القرار إلى قصة مأساوية.
واعتبر الهواري أنه من أهم شروط هذا الزواج هو التراضي بين الطرفين بصفة أساسية، إضافة إلى التقارب العمري والنفسي بينهما، مشيرا إلى أنه إذا ما راعى أفراد الأسرتين هذه الأبعاد قد تصبح الظاهرة حلا ، في حين أنه إذا تم عدم مراعاتها قد يتحول هذا الزواج إلى أزمة تبشر بمشاكل أكبر من أن يستطيع الطرفان إيجاد حلول لها.
كما شدد الهواري على أنه يجب أن ننظر إلى الموضوع من زوايا متعددة، بمعنى أن لا يكون هناك ضحايا على حساب رغبة عند طرف في الأسرة يريد أن يجعل منها قانونا أسريا أو عرفا اجتماعيا بحجة ما، مشيرا إلى أنه من وجهة نظره، أن الزوجة إذا توفي زوجها لها مطلق الحرية من غير قيود حتى لو كان لديها أولاد في أن تعيش وتربي أولادها أو تتزوج من تختاره، فهي ليست على حد قوله ميراثا يرثه أهل الزوج أو حتى أهل الزوجة، معتبرا أن من حق المرأة أن تتزوج بأي شخص وكأنه الزواج الأول، وليس لأحد أن يسلبها هذا الحق، ويجب ألا تعير اهتماما لكلام الناس، لأنه بالفعل أصبحنا نعيش حسب قوله عصر التناقضات، على اعتبار أن التحرر المفرط الذي يسود المجتمع أصبح من المألوفات التي لا يهتم بها أحد، بينما هذا الحق الإنساني لهذه المرأة مثار جدل وعار لها مثله مثل حقها في الولاية على نفسها، لذلك لا بد أن نصدح بمثل هذه الحقوق للمرأة، ونخلصها من هذه العادات الاجتماعية.