يقول الباحث في علم الاجتماع، الدكتور علي شعباني، وتعليقا عن الموضوع “قد نختلف في تقديرنا وأجوبتنا على سؤال كيفية الحفاظ على الحب بين الأزواج، لكن قد نتفق على أن الحب نوعان: حب غريزي، وحب اجتماعي.
الحب الغريزي هو ذلك الذي يربط بين الأم وأبنائها، وبين الأولاد وآبائهم، وهو ذلك الذي يوجد عند كل الناس، في حبهم للمال والجاه والشهرة، ويدفعهم للتعلق بكل ما هو جميل.
أما الحب الاجتماعي، فهو الذي يظهر عند المعاشرة والعلاقات الحميمية أو القريبة، والتي تنمو وتتقوى عراها كلما ظهر فيها نفع وفائدة، وهو تلك العلاقة التي يمكن أن تحصل بين الزوجين بعد تجاوب القلوب لبعضها، والعثور على ما يمكن أن يوفر جو الألفة والمودة والتقدير بينها.
والحب بين الزوجين، هو عادة، من هذا الصنف الأخير، قد يتقوى وقد يضعف كلما ظهرت أو اختفت عوامل تقويته أو إضعافه. فقد يكون هذا الحب هشا، وقد لا يوجد إطلاقا في حالة الزواج المدبر أو زواج الاكراه. كما قد يكون قويا ويستمر قويا.
ولا تزداد قوته إلا عندما تتوفر ظروف القوة وهي الاخلاص والوفاء والتضحية والتنازل المتبادل، عندما تعترضهما عوادي الزمن وإكراهات الحياة اليومية، ومتطلبات الحياة المشتركة. ما يدوم في الحب هما المودة والرحمة، هو ذلك الرصيد المشترك مما عاشاه معا في السراء والضراء، وما أنتجاه معا وأعطى قيمة مضافة لزواجهما.
فقد تخبو جذوة الحب التي كانت مشتعلة من قبل، وقد تخفت بعض معالم السحر التي كان لها مفعول الجاذبية القصوى، ولكن، تبقى آثار الحب راسخة، وذكرياته، التي يكون لها مفعول البلسم في جسم المريض. ما يتبقى من الحب بين الزوجين في خريف العمر هو ذلك المشترك الخصب الجميل.
فبقدر ما تكون حياتهما الزوجية زاخرة بالذكريات الجميلة والمواقف الانسانية النبيلة، والاخلاص والوفاء لبعضهما، ومهما قسى الزمن، بقدر ما يترسخ الحب ويدوم لين الزوجين، على الرغم من مرورهما بلحظات قاسية وظالمة.