حكايات تبدو أحيانا كأنها من نسج خيال مخرج أفلام سينمائية أو كاتب سيناريو ، لكنها واقع معاش ،يحكي عن مشاكل بين جدران بيوت أكلتها الرطوبة والحزن والألم من الداخل . تحسبها قصورا تحاك داخلها قصص غرام مثالية كالتي في كتاب ألف ليلة وليلة .لكن الواقع صادم .
“لالة فاطمة ” تستمع لنبض هؤلاء في مساحة بوح خاصة.
كآبة طاغية
ليلى متزوجة منذ 10 سنوات تحكي عن حياتها الزوجية التي غزاها الملل والروتين قائلة : “منذ أن أنجبت ابنتي الأولى تغير حالنا في المنزل، أصبحنا نعيش كالإخوة تقريبا، لم أعد أرى زوجي إلا لماما، وعندما نجتمع في البيت لا نتحدث مع بعض إلا في أمور تخص ابنتنا فقط، رغم أنه لم يكن كذلك في بداية حياتنا، ولا أعرف من جعل حياتنا تنقلب بهذا الشكل، هل السبب مني أم منه، وتضيف ليلى قائلة نجلس مثل الأغراب نتحدث في حاجيات المنزل وينتهي الموضوع عند هذا الحد.
وإذا كانت ليلى لا تعرف من تلوم ،هل نفسها أم زوجها على البرود الذي وصلته حياتهما الزوجية، فإن علي المتزوج منذ 14 سنة والأب لثلاثة أولاد يعزي ذلك إلى تعامل زوجته معه، حيث يقول كانت زوجتي مرحة وتحب الحياة، وكنا نعيش حياة رومانسية، ولكن بمجرد ما أنجبنا أبناءنا تغير الوضع كثيرا، أصبحت تهتم بأولادها أكثر من اهتمامها بالحديث معي، هذا إن حصل حديث أو تواصل بيننا، بحيث أصبح الكلام كله عن الأولاد، عن حاجيات البيت، وبعدها يطبق صمت مزعج على علاقتنا، مما جعل البيت بالنسبة لي مملا وكئيبا لا حياة فيه. والأدهى من ذلك يقول حتى عندما أحدثها عن هذه العلاقة وعن عدم تواصلنا وبوحنا لبعض، تتهمني بأنني صبياني وبأنني أتحدث كالمراهقين.