فناجين القهوة، كؤوس الشاي، مزهريات، قارورات عطرية.. وغيرها من الأواني الزجاجية المنزلية، تحولها غزلان البوري بلمسات إبداعية من أواني عادية إلى تحف فنية أنيقة بألوان متناغمة.
بدأت قصة غزلان البوري مع فن الرسم على الزجاج صدفة، بالرغم من تأكيدها أن الفن موهبة وإرث عائلي على اعتبار أن جدها الأكبر كان يبدع على الخشب ومنتوجاته اليدوية تزينت بها أفخم القصور بالمغرب، تقول غزلان “عشقت الرسم منذ الصغر، في البداية كنت أرسم بالطريقة التقليدية وبمرور الوقت تعرفت على أصناف الرسم الأخرى، لاسيما وأن زوجي إلى جانب مهنة الطب التي يزاولها يرسم ويبدع بريشاته أجمل اللوحات، لأكتشف بعد ذلك مجالات فنية لم أكن أدركها من قبل كالرسم على الزجاج، فبدأت أتدرب على هذا الفن الجديد وأخطو أولى الخطوات على طريق الفن والإبداع“. وعن اختيار غزلان للتعامل مع الزجاج تضيف “للزجاج شكله المتميز من حيث الأداء يعطيك الشعور بالراحة والهدوء لشفافية ألوانه ودرجاتها المتميزة، فالزجاج كمادة للاشتغال تشعرك بأنها تتنفس جمالا وتمتص الألوان بعمق وشفافية، كما أن للزجاج علاقة أصيلة بالتصميم والديكور، بالإضافة إلى أن كل قطعة زجاج يكون لها طابعها المتميز الذي لا يشبه إلا نفسه“.
تحف فنية تبدعها أنامل غزلان تضفي على ديكور المنازل والمؤسسات رونقا خاصا وذوقا رفيعا. وجدت في عملها متعة كبيرة بعد أن لاقت تصاميمها إعجاب كل من رأها، مما دفعها لخلق ورشتها الخاصة منذ عشر سنوات تقريبا والتي أطلقت عليها اسم “قصة فن“، وقبلها كانت تملك غزلان معرضا بالعاصمة البريطانية لندن تعرض فيه كل ما يهم المنتوجات المغربية الأصيلة المخدومة باليد.
ووفاء لذكرى وفاة شقيقتها التي توفيت منذ سنة تقريبا، افتتحت غزلان أخيرا بشقة أختها، التي كانت تربطها بها علاقة استثنائية، معرضا يحمل اسم شقيقتها“شاهيناز كونسيبت آر كاليري“، تقول غزلان “وفاة شقيقتي ترك أثرا بليغا في نفسي، فقررت افتتاح هذا المعرض بمحل سكناها، وهو الفضاء الذي أعرض فيه مختلف المنتوجات الزجاجية التي أشتغل عليها“.
الاتقان في العمل وتطوير أفكارها، جعل شركات كبرى تثق في ما تقدم غزلان وتقترح عليها تصاميم معينة لتقديمها كهدايا في مختلف المناسبات كرأس السنة أو اليوم العالمي للمرأة.
“فن الرسم على الزجاج ليس عملا سهلا وبسيطا، فهو يتطلب إبداعا وعملا حرفيا دقيقا وصبرا في السيطرة على مادة الزجاج وتثبيت الألوان عليها، لذلك أستعمل نوعية ألوان خاصة بالزجاج، وأضع كل لون بمفرده لأنه يحتاج إلى بعض الوقت ليجف، وأخيرا يتم ادخال القطعة الى الفرن على درجة حرارة معينة تختلف قوتها من لون إلى آخر” تتحدث غزلان لـ“لالة فاطمة” هي من تحلم أن تصبح يوما ما سفيرة للمغرب في هذا الفن الراقي.
تشكيلات واسعة من الأواني الزجاجية المزينة بأجمل الرسوم التي تختارها بنفسها، مفعمة بالمعاني والأفكار الإبداعية لمغربية اختارت فنا يجمع بين الإبداع والبساطة والرقي.