يعتبر الواحد والعشرين من شهر شتنبر يوما عالميا لمرض الزهايمر ، يذكر البشرية بالمعاناة التي يلحقها هذا المرض بالملايين من الأشخاص حول العالم .
الزهايمر هو مرض دماغي يدمر خلايا المخ ،وتشير الإحصائيات أن حوالي 200 ألف شخص في المغرب مصاب بهذا المرض العصبي التنكسي ، وبالرغم من أنه رقم تقريبي لكنه بالتأكيد يبين حجم المشكلة.
وبالمناسبة نظمت جمعية دار التضامن لمرضى الزهايمر، يوما تحسيسيا بمرض الزهايمر ، بتعاون مع عمالة بن مسيك ، بهدف تقديم كافة الخدمات التي قامت بها الجمعية منذ تأسيسها، والتوعية بمدى خطورة وصعوبة المرض.
إقرأ أيضا: هذا ما يجب عليك معرفته لحماية طفلك من التوحد
يشار إلى أن دار التضامن هي جمعية إنسانية تطوعية أسست قبل ثلاث سنوات ، تسعى إلى تقديم الدعم و الرعاية لمرضى الزهايمر و أسرهم .وفي هذا الصدد قال عبد العزيز قباج رئيس جمعية دار التضامن لمرضى الزهايمر بمقاطعة ابن مسيك: ” إن الجمعية التي تأسست سنة 2022، تستقطب من 100 إلى 250 مريضا كل عام، وخلال سنة 2024 عرفت هذه النسبة ارتفاعا ملحوظا، مشيرا إلى أن المرضى الآن يأتون من الدار البيضاء و من نواحي مختلفة من المغرب .
وتهتم الجمعية، يضيف عبد العزيز قباج، إلى جانب المرضى بعائلاتهم أيضا، بحيث توفر لهم طاقما طبيا خاصا يقدم لهم النصح والإرشاد لتجاوز الأزمة التي يعيشونها رفقة مرضاهم بالزهايمر.
غرفة استقبال جمعية دار التضامن لمرضى الزهايمر
دعم المرضى وأسرهم
لا تكتفي الجمعية بدعم المرضى فقط بل تدعم المرضى و أسرهم على حد سواء ، إذ توفر ثلاثة أنواع من الدعم :
1 / دعم طبي: يتمثل في توزيع الأدوية على المرضى بتمويل من الجمعية نفسها ومن داعميها.
2/ دعم لا دوائي:يقوم على الأنشطة العلاجية سواء بالموسيقى و تمارين الذاكرة أو ألعاب الذكاء و الغاية منه تحفيز الذاكرة و الوظائف المعرفية للمريض و لتوضيح وجهة نظرهم يقول رئيس الجمعية:«نحن نؤمن إيمانا راسخا بفوائد هذه الأنشطة في الحفاظ على نوعية وجودة الحياة للمرضى»
3/ دعم نفسي لمقدمي الرعاية: غالبا ما يكون شخصا من أسرة المريض بالتأكيد يتأثر من مرضه لذلك تسعى الجمعية لدعمهم نفسيا ، و يوضح رئيس الجمعية سبب ذلك قائلا «نحن نوفر الدعم النفسي الأساسي لمقدمي الرعاية ،و خاصة الزوجات و البنات أو الأبناء الذين يتخلون عن حياتهم الاجتماعية
بجانب الرعاية المقدمة داخل مقرها ، تقدم الجمعية الرعاية المنزلية . يقول رئيس الجمعية:«نزور العائلات لنفهم تحدياتهم اليومية». هذه الخطوة تقوي الصلة بين الجمعية و أسر المرضى و كذلك توفر المعطيات و البيانات اللازمة للبحث .
على الرغم من تأثيرها و عملها فالجمعية تواجه عددا من التحديات ، خصوصا من جانب التمويل ، «ما نحتاجه لمواصلة عملنا هو نموذج اقتصادي قوي» يسترسل السيد عبد العزيز القباج .
إقرأ أيضا : هل يمكن أن يتحول مرض القولون العصبي إلى سرطان ؟
تزايد الاحتياجات مع تغير المجتمع
«كان عدد سكان المغرب بعد الاستقلال ما يقارب 9 ملايين نسمة ، أما الآن فعددهم 35 مليون نسمة» صرح السيد القباج لتوضيح تزايد كبار السن في المجتمع المغربي ، و مع هذا التزايد تضاعف مرض الزهايمر و قد جعل الحاجة إلى الرعاية الكافية أكثر إلحاحا لكبار السن ،إذ قال القباج :«نحن مدينين لكبار السن، يجب علينا توفير ظروف عيش كريمة لهم » ولتوفيرها اقترح إقامة حملة لبناء دور رعاية المسنين ، التي يعتبرها الوحيدة القادرة على توفير الرعاية الكاملة و المستمرة لمرضى الزهايمر خاصة ، و في توضيح لذلك قال:«حتى العائلات مع أقوى إرادة في العالم لا تستطيع توفير الرعاية اللازمة و المستمرة للمرضى ، لذا فدور رعاية المسنين تعتبر ضرورة في زمننا الحالي»