اختارت الفنانة إيمان بطمة أن تعيد إلى الواجهة أحد أشهر الهتافات الجماهيرية المرتبطة بالقضية الفلسطينية: “رجاوي فلسطيني”بأسلوب بعيد عن الاستعراض وبنبرة محمّلة بالإحساس . الهتاف الذي ولد في مدرجات الملاعب وتحول إلى شعار شعبي عابر للرياضة. وجد طريقه اليوم إلى ساحة الفن، لكن هذه المرة بلمسة أنثوية تمزج بين الأداء الغنائي والموقف الإنساني.

إيمان لم تكرر الهتاف بصيغته الأصلية، بل أعادت ترتيبه موسيقيًا، محافظةً على رسالته ومضمونه. مع تقديمه بلغة فنية تخاطب القلب والعقل في آن. لم تلجأ إلى الألحان الصاخبة أو الأداء الحماسي، بل اختارت طريق الهدوء المشبع بالصدق. كأنها تهمس باسم فلسطين في أذن جمهورها، لا تصرخ به. وبهذا الأسلوب، تحوّل الهتاف من مجرد نشيد مدرجات إلى عمل فني يمكن تداوله خارج سياق الكرة، في المهرجانات، على المنصات، وفي البيوت.
هذه الخطوة تسجل لإيمان بطمة كخروج من دائرة الأغاني العاطفية المعتادة، إلى مضمار أكثر جدية ومسؤولية. ففي وقت تميل فيه الأغنية التجارية إلى مضامين خفيفة وسريعة الانتشار. تقرر فنانة شابة أن تضع موهبتها في خدمة رسالة أكبر من مجرد “هت لايك”، لتربط الفن بقضايا الشارع، وتؤكد أن الفنان قادر على اتخاذ موقف.

وبينما تتردد في الخلفية صرخات الغضب من المشهد الفلسطيني، يأتي صوت إيمان كنوع من المقاومة الناعمة. غناء بلا شعارات حادة، لكن بمعانٍ ثقيلة. صوت يحاول أن يداوي، أن يتضامن، وأن يذكر بأن الفن ليس للفرجة فقط، بل أداة للتعبير، للمساندة، وربما للتغيير.
وبإعادة صياغة “رجاوي فلسطيني”، تفتح إيمان بابًا جديدًا أمام الأغنية الملتزمة، التي تبحث لنفسها عن مكان وسط عالم موسيقي متقلب. وتثبت أن الكلمة عندما تكون صادقة، يمكن أن تعبر من ملعب مزدحم إلى مسرح صامت، ومن لسان جمهور إلى صوت فنانة.
