يؤمن الباحثون أن الوحم ناتج عن التغيير الكبير في هرمونات جسم الحامل، حيث تزداد قوة الحواس لديها، خاصة حاستي الشم والتذوق، فتشتهي نوعا معينا من الأطعمة وتنفر من غيرها. فأحلى أيام المرأة هي أيام الحمل، وهي أيضا أصعبها على الإطلاق. الدكتور عبد الوهاب زيزي، اختصاصي في أمراض النساء والتوليد يقربنا أكثر من الموضوع.
ما هو تعريف الوحم؟
الوحم هو شعور بالقيء مع دوخة بسيطة، في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، يصاحبه تقلب في مزاج المرأة، وهو يعتري نصف الحوامل تقريبا.
– متى يبدأ الوحم ؟
يبدأ وينتهي في الأشهر الأولى من الحمل، وهو عبارة عن بعض التغيرات والعوامل النفسية الناتجة عن الحمل، فهناك البعض ممن يشعرن برغبة شديدة لأكل نوع من الفاكهة، وهناك من تشعر برغبة شديدة في الإكثار من الطعام فيزيد وزنها، وليس بالضرورة أن تصاب به كل الحوامل.
ما هي أعراضه؟
– غياب الدورة الشهرية
وتختلف أعراضه شدة ولينا بين أنثى وأخرى، فإما أن يكون خفيفا، فلا تشعر به المرأة. وإما أن يكون شديدا فيصبح القيء آنذاك متعددا ومتكاثرا، فينهك المرأة ويضعفها. وقد تزداد حالة المرأة سوءا في بعض الأحيان، بحيث تستعصي على جميع العلاجات المسكنة، مما يجبر الطبيب على استخدام المصل أو حقنها بالعقاقير أو إسعافها في المستشفى.
– الإجهاد السريع
– تضخم وثقل الثديين
– التنميل والحكة في الثديين، وخاصة حول منطقة الحلمة.
ما هي علاماته وأسبابه ؟
تظهر علامات الوحم عادة في الصباح الباكر، ثم تزول بعد ذلك بساعات قليلة. وقد لوحظ بأن المنظر البشع والرائحة الكريهة والشديدة والمعدة الفارغة جميعها تتسبب في تعكير صفو النفس وحدوث الغثيان، وهذا يبين أن أسباب الوحم هي على الغالب أسباب نفسية عصبية بسبب اضطراب في التوازن الفيزيولوجي.
إن شعور الحامل بحملها، وما يترتب عليه من مسؤوليات يرهق نفسها ويزيد في ارتباكها ويهيج جهازها العصبي، إلى درجة تصبح فيه المناظر الكريهة أو الروائح الشديدة قادرة على إثارة القيء بكل سهولة .
ما هو النظام الغذائي في فترة الحمل؟
– تناول الطعام بقدر الشهية دون زيادة.
– تناول نفس الأطعمة المعتادة على تناولها قبل الحمل، ولكن يجب أن تكون مصادر الطعام متنوعة وكثيرة وتحتوي على الألياف والكربوهيدرات والفواكه الطازجة والخضروات بقدر الإمكان.
– تجنب المأكولات الحارة
– عدم الإكثار من تناول الشاي والقهوة لاحتوائهما على مادة الكافيين.
أهـــم النصائــح
– يلعب العامل النفسي دورا مهما في هذه الحالات، لذلك يجب أن يساعدها الزوج بالدرجة الأولى بتفهمه لوضعها النفسي ودعمها معنويا وعاطفيا
– على الحامل الخلود للراحة النفسية والبدنية.
– تناول كميات قليلة من الطعام على فترات متعددة من 4 إلى 5 وجبات في اليوم، مما يساعد في التخلص من الحموضة.
– الابتعاد عن الأغذية الدهنية.
– تناول الفيتامينات التي تساعد على فتح الشهية وتخفيف الشعور بالغثيان.
– توفير مناخ عائلي واجتماعي وأسري مناسب.
– تجنب الضغط النفسي الذي ينعكس سلبيا على صحة الأم والجنين.
– الإكثار من السوائل.
– ممارسة الرياضة البدنية والحركات الرياضية الخفيفة.
كيف يعالج الوحم ؟
على الحامل أن تشغل نفسها عن التفكير الدائم بالحمل بتسلية ما، كمشاهدة أفلام، أو القراءة أو زيارة الأصحاب .
عدم التفكير بالقيء أو الغثيان قبل حدوثه .
ملازمة الفراش بعد الاستيقاظ . ولاسيما بعد تناول الفطور، لمدة ربع ساعة حتى لا تتشنج عضلات المعدة ويبدأ القيء.
تجنب الزبدة والمواد الدهنية في وجبة الصباح.
إبقاء المعدة مملوءة في معظم أوقات النهار، وذلك بتناول وجبات قليلة من الطعام.
تناول الأطعمة الخفيفة عند الظهر، مثل شوربة الخضار والسلطة.
أما العشاء فيكون من اللحم الأحمر الطازج أو المشوي على نار خفيفة، مع قليل من الخضار، أو البطاطس المسلوقة أو المشوية، أو سلطة.
وقبل النوم، بإمكان الحامل أخذ قطعة من الخبز أو البسكويت العادي مع كوب من الحليب. وعليها أن تعرف أن هذا البرنامج الغذائي هو مؤقت ويستعمل حتى يزول الغثيان والوحم، وبعد ذلك يجب العودة إلى الطعام العادي .
إذ ما اتبعت الحامل هذه الإرشادات بدقة فإنها تكفي، في أغلب الأحيان، لإزالة أعراض الوحم. أما إذا لم يتوقف الغثيان، على الرغم من ذلك فيجب استشارة الطبيب .
من الممكن معالجة الوحم عند الضرورة بالعقاقير وأهمها المسكنات العامة والمهدئات، وهي تعطى على شكل حقن، أو حبوب تؤخذ عن طريق الفم.
هل صحيح أنه إذا اشتهت الحامل نوعا من الأغذية فهذا دليل على نقص هذه المواد في الجسم؟
هناك من يقول مثلا أن الوحام على المواد المالحة يعطي فكرة عامة عن نقص الأملاح المعدنية في جسم الحامل، أو قد يكون بسبب نقص السوائل، ما يدفع الحامل لتناول الأطعمة المالحة التي بدورها تدفعها لزيادة شرب الماء تعويضا عن نقص السوائل. كما يعبر وحام الحلويات عن نقص مستوى السكر في الدم أو التعب والإرهاق. لكن هذه النظرية غير صحيحة بالمرة.