لا يمثل اعوجاج الإبهام مشكلة جمالية فحسب، بل مشكلة صحية أيضا، وفي كثير من الحالات يتم علاج هذه المشكلة على يد أحد معالجي الأقدام، لكن في الحالات المتأخرة لا يكون هناك مفر من الخضوع للجراحة.
ويوضح اختصاصي تقويم العظام الدكتور أنيس أشركي أن الأقدام تتحمل عبئا كبيرا خلال الحياة اليومية، إذ يتم تحريكها مع كل خطوة نخطوها، ومن ثم تتعرض لحمل كبير يجعلها عرضة للإصابة بالتشوهات على الدوام.
أسباب انحراف إبهام القدم
ويشير الدكتور أشركي -عضو الجمعية الفرنسية لجراحة عظام القدم والكاحل- إلى أن الإصابة بتشوهات القدم مشكلة تصيب الإناث بنسبة ثمانين بالمائة، جراء جملة من المسببات، أبرزها: الوراثة بنسبة ستين بالمائة من الحالات، وانتعال الأحذية الضيقة أو ذات الكعب العالي والمعاناة من ارتخاء غشاء المفصل، كذلك الزيادة في الوزن: فضغط الحذاء على القدم يمكن أن يتسبب في إصابتها بمشكلة حقيقية، فإذا كان الحذاء ضيقا للغاية ولا يدعم الحركة الدائرية الطبيعية للقدم، سيتسبب حينئذ في تحفيز الإصابة بما يعرف باسم “اعوجاج إبهام القدم”.
علاج انحراف إبهام القدم
ولعلاج اعوجاج إبهام القدم، يوضح الدكتور أشركي أنه ينبغي علاجها في البداية، بوضع لاصقة عليها، كاللواصق المصنوعة من السيليكون وذلك لتخفيف الضغط عليها، مطمئنا أنه يمكن لاختصاصي علاج القدم (Podologue) علاج الظواهر المصاحبة لهذا الانحراف كمسامير القدم أو التقرنات الجلدية الظاهرة عليها.
ويؤكد اختصاصي جراحة العظام أنه لا بد من استعمال نعال مناسبة لحالة المريض، تحت إشراف صانع أحذية طبية، إذ يمكن للنعال الحديثة المصممة على أساس طبي أن تعمل على محاكاة نقاط الدعم المحددة في القدم، وبالتالي يمكنها تحفيز الشد أو الاسترخاء العضلي في الأماكن المرغوبة.
لكن إذا استمرت معاناة المريض على الرغم من علاجه بهذه النعال أو زادت حالة التشوه سوءا، لا بد حينئذ من الخضوع للجراحة، وذلك بهدف منع حدوث الإصابة بألم في مشط القدم، الذي ينتج عن الأضرار اللاحقة بالمفاصل والعظام الموجودة في الأصابع الصغيرة المجاورة للإصبع الأكبر، والتي تم التحميل عليها بفعل انحراف هذا الإصبع.
ويضيف أنه عادة ما تعمل هذه الجراحات على إعادة تصحيح التشوه اللاحق بالقدم، مع العلم أنه غالبا ما يتم ذلك عبر جراحة دقيقة بندبات صغيرة (Chirurgie Mini-Invasive)، ومطمئنا أن فترة الاستشفاء تتراوح بين ستة وثمانية أسابيع في الحالات العادية.