تعتبر الولادة واحدة من أكثر التجارب استثنائية في حياة امرأة. وهي تختلف من سيدة لأخرى. وطيلة فترة الحمل يعرف جسم المرأة تغيرات كثيرة هرمونية وفيزيولوجية. غزلان رضا، أخصائية في الترويض الطبي والطب الفيزيائي، تقربنا أكثر من الترويض وأهميته بالنسبة للمرأة الحامل وعن نوعية التمارين المسموح بها لتعيشي فترات الحمل وبعد الولادة بعيدا عن المشاكل.
أغلب الناس يعتقدون أن الترويض الطبي هو علاج ثانوي. فما صحة هذا الاعتقاد؟
نعم، يعتقد الكثيرون أن الترويض الطبي هو علاج ثانوي موجه بالأساس للناس ذوي الدخل المرتفع، وأن دوره في العلاج محدود مقارنة مع باقي العلاجات الأخرى كالجراحة والأدوية… في حين أن الترويض الطبي، هو تخصص علاجي، له أدوار كثيرة ومتعددة في تأهيل الوظائف والتخفيف من الألم والتخلص من بعض الأمراض والوقاية منها.
من بين أكثر الآلام التي تشعر بها المرأة تلك التي تصاحبها خلال فترة الحمل، فماهي أهمية حصص الترويض والعلاج الطبيعي في التخفيف من هذه الآلام؟
من بين ما تشعر به المرأة خلال فترة الحمل الإحساس بآلام الظهر، وخاصة آلام أسفل الظهر وعرق النسا، تقلصات في البطن والتوتر، صعوبة في التنفس، ويرجع ذلك إلى تضخم البطن وحركة الطفل، الحاجة إلى التبول بشكل متكرر لاسيما ليلا ومعاناتها من سلس البول عند (السعال، الضحك، العطس …)، زيادة الوزن، واضطرابات في الدورة الدموية وشعور “بثقل في الأرجل”، كل هذه الأعراض يمكن التخفيف من حدتها بواسطة العلاج الطبيعي الذي يقدم مجموعة من الحلول تسعى للتخفيف عن المرأة الحامل وذلك عن طريق التدليك والتدريب البدني وممارسة الرياضة وتقديم مجموعة من النصائح للقيام بأنشطة الحياة اليومية. وكإجراء وقائي، يقوم المعالج الطبيعي بمجموعة من حصص تمارين مصممة خصيصا لاحتياجات النساء الحوامل والتي تهدف إلى إعداد المرأة للولادة.
هل على المرأة استكمال حصص الترويض بعد الولادة؟
أكيد، لأن استكمال هذه الحصص يساعدها على استعادة جسمها ورشاقته من جديد، وهذه الحصص تكون في البداية بطريقة ذاتية من خلال بعض الحركات التي تعلمتها خلال فترة الحمل، وبعد انقضاء فترة النفاس تلجأ للعيادة، لاستكمال حصصها. ويبدأ الترويض بتمارين يدوية، مع الاستعانة ببعض الآلات.
ماذا عن النساء اللواتي يبدأن في ممارسة الرياضة مباشرة بعد الوضع؟
صحيح، فالعديد من النساء يشرعن مباشرة بعد الوضع في ممارسة الرياضة، من أجل التخلص من ترهلات البطن، ويلجأن لحركات شاقة وقاسية. وتعتبر هذه الخطوة خاطئة، لأن ترويض الجهاز التناسلي والبولي يجب أن يسبق ترويض وتقوية عضلات البطن، ويمكن لهذه الخطوة أن تؤدي لمشاكل بالرحم، والمثانة، لأن الحركات القوية تضغط على العضلات المرتخية بسبب الحمل والولادة، ومع وجود مشكل زيادة الوزن تصبح نسبة الإصابة أكثر ارتفاعا.
أغلب النساء اللواتي يلدن بعملية قيصرية يتخوفن من القيام بأدنى مجهود بدني، فهل من انعكاسات صحية؟
أغلب النساء يحلمن بالعودة بأجسامهن إلى ما كانت عليها من قبل الحمل والولادة ويتناسين أن الجسم بحاجة إلى وقت كامل للتعافي من التحولات والتغييرات المختلفة التي عرفها خلال التسعة أشهر الماضية.
أما بالنسبة للنساء اللواتي يلدن بعملية قيصرية فما عليهن سوى التحقق من سلامة وصحة جرحهن والبدء بمزاولة بعض التمارين البسيطة وبشكل تدريجي يمكنهن استعادة رشاقتهن من جديد.