كان بلاغ عن سرقة منزل فارغ في ولاية كولورادو كفيلاً بالكشف عن واحدة من أكثر قضايا الاختطاف العائلية غموضًا في السنوات الأخيرة. ففي 23 فبراير، تمكنت الشرطة من العثور على عبد العزيز خان، الفتى الذي اختفى منذ عام 2017، عندما كان يبلغ من العمر 7 سنوات. ليتم استعادته أخيرًا بعد سبع سنوات طويلة من البحث المستمر.
بلاغ سرقة يقود إلى اكتشاف صادم
عندما رصد مالك منزل في Highlands Ranch بولاية كولورادو تحركات مشبوهة عبر كاميرات المراقبة في عقاره المعروض للبيع، لم يتردد في الاتصال بالشرطة. لم يكن يتوقع أن يؤدي هذا البلاغ إلى كشف خيوط قضية اختطاف دولية.
عند وصول الشرطة، وجدوا طفلين يجلسان داخل سيارة متوقفة أمام المنزل. قبل أن يخرج رجل وامرأة من الداخل مدعيين أنهما على صلة بسمسار عقارات. لكن روايتهما بدت غير متماسكة، مما دفع الضباط إلى استجوابهما لعدة ساعات، حتى تمكنوا أخيرًا من التوصل إلى حقيقة مروعة: المرأة التي تقف أمامهم لم تكن سوى رابيا خالد، والدة عبد العزيز. والتي كانت مطلوبة بموجب مذكرة اعتقال بتهمة اختطاف طفلها منذ سبع سنوات من أتلانتا، جورجيا.
خيوط الاختفاء.. خلاف عائلي يتحول إلى جريمة اختطاف
تعود القصة إلى 27 نوفمبر 2017، عندما كان عبد العزيز يعيش مع والدته بعد انفصال والديه. مع تصاعد النزاع حول الحضانة، كان والده يقترب من الحصول على حق الحضانة الكاملة. وهو ما دفع رابيا إلى اتخاذ خطوة جريئة خشية الابتعاد عن ابنها، حيث اختفت معه وزوجها الجديد إليوت بليك بورجوا دون أن تترك أي أثر.
على مدار السنوات التالية، فشلت جهود البحث في تعقبها، رغم محاولات الشرطة الفيدرالية والمركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين (NCMEC)، إلى أن قادهم هذا البلاغ غير المتوقع إلى العثور على عبد العزيز.
تقرؤون أيضا : صدمة في تونس: مقتل الطفلة زينب ذبحًا في أول أيام رمضان.. وجارها في قفص الاتهام!
اعتقال الأم وزوجها.. وتوجيه تهم خطيرة
ألقت الشرطة القبض على رابيا خالد (40 عامًا) وزوجها إليوت بورجوا (42 عامًا)، ووجهت إليهما عدة تهم خطيرة، من بينها الاختطاف من الدرجة الثانية، التزوير، سرقة الهوية، وتقديم معلومات كاذبة للشرطة. وقد تم تحديد كفالة مالية بقيمة مليون دولار لكل منهما، بانتظار استكمال التحقيقات.
أما عبد العزيز، فقد تم وضعه في رعاية الخدمات الاجتماعية لحين اتخاذ المحكمة قرارًا بشأن مستقبله، بينما لا تزال هوية الطفل الآخر الذي كان برفقته مجهولة حتى الآن.
فرحة وصدمة: الأسرة تتنفس الصعداء بعد سبع سنوات من الغموض
في بيان رسمي، أعربت عائلة عبد العزيز عن فرحتها الغامرة باستعادته، قائلة:
“نحن ممتنون لكل من ساهم في العثور على عبد العزيز. كانت هذه السنوات السبع الأصعب في حياتنا، لكننا لم نفقد الأمل أبدًا. نطلب الآن الخصوصية لنتمكن من لمّ شملنا مجددًا كعائلة والبدء في عملية التعافي.”
أما السلطات، فقد أكدت أن القضية تمثل انتصارًا هامًا في مكافحة قضايا الاختطاف العائلي، حيث أثنت الشرطة على جهود الضباط الذين لم يكتفوا بالتحقيق السطحي، بل واصلوا البحث لساعات حتى كشفوا الحقيقة.
التحقيقات مستمرة.. وماذا بعد؟
رغم العثور على عبد العزيز، لا تزال هناك أسئلة كثيرة دون إجابة: كيف تمكنت والدته من الاختباء طوال هذه السنوات؟ وأين عاش عبد العزيز خلال هذه الفترة؟ وماذا عن الطفل الآخر الذي كان برفقته؟
السلطات لا تزال تحقق، والمزيد من التفاصيل قد تظهر قريبًا. لكن المؤكد أن هذه الحادثة ستظل واحدة من أغرب قضايا الاختفاء العائلية، حيث لعب الحظ ويقظة ضباط الشرطة دورًا حاسمًا في إعادة طفل مفقود إلى أسرته بعد سبع سنوات من الغياب.