أقدم الشاب نيكولاس بروسبير، البالغ من العمر 19 عامًا، على قتل والدته وشقيقيه بدم بارد بينما كان يخطط لتنفيذ واحدة من أفظع المجازر في القرن الحادي والعشرين، مستهدفًا مدرسته الابتدائية السابقة.
تفاصيل الجريمة البشعة
في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، 13 سبتمبر الماضي ، تلقت شرطة بيدفوردشير الأمريكية اتصالًا طارئًا من أحد الجيران، بعد سماعه ضوضاء مريبة في منزل العائلة الواقع في لوتون، على بعد نحو 50 ميلًا شمال لندن. عند وصولهم، عثرت الشرطة على جوليانا فالكون، البالغة من العمر 48 عامًا، وابنها كايل بروسبير، 16 عامًا، وابنتها جيزيل بروسبير، 13 عامًا، وقد فارقوا الحياة بعد أن أطلق عليهم الرصاص داخل المنزل.
تم القبض على نيكولاس بعد وقت قصير من الحادث في طريق برامينغهام. وعثر على بندقية محشوة وأكثر من 30 خرطوشة ذخيرة مخبأة في الأدغال القريبة.
كشف المخطط الدموي
خلال التحقيقات، اكتشفت الشرطة أن نيكولاس لم يكتفِ بجريمته العائلية، بل كان يخطط أيضًا لارتكاب مجزرة جماعية داخل مدرسة سانت جوزيف الكاثوليكية الابتدائية، التي كان قد التحق بها في صغره مع أشقائه.
وفقًا لتقرير نشرته BBC، فقد صرّح المتهم خلال استجوابه بأنه كان ينوي قتل 30 طالبًا في ذلك اليوم المشؤوم. مستلهمًا فكرته من تاريخ “الجمعة 13″، وهو يوم اشتهر في الثقافة الشعبية بالحوادث المشؤومة. وأضافت التحقيقات أن والدته استيقظت قبل أن يتمكن من قتلها وهي نائمة، مما أدى إلى تغيير مسار الأحداث بشكل غير متوقع.
لم تكن نواياه تقف عند هذا الحد، إذ أظهرت الأدلة أنه كان يخطط لإنهاء حياته بعد تنفيذ الهجوم. تاركًا وراءه مجزرة غير مسبوقة في تاريخ المملكة المتحدة. كما كشفت التحقيقات أنه أجرى أبحاثًا مكثفة على الإنترنت حول عمليات القتل الجماعي في الولايات المتحدة، والنرويج، وأستراليا، ونيوزيلندا، وكان يسعى لمحاكاة هذه الجرائم وتجاوزها في عدد الضحايا.

اعترافات تقشعر لها الأبدان
أثناء جلسة المحكمة التي عقدت يوم أمس الثلاثاء ، كشف الادعاء العام أن نيكولاس كان مهووسًا بفكرة “الشهرة الدموية”. وكان يسعى ليذكر اسمه كأحد أكثر القتلة دموية في التاريخ. وأوضح المدعي تيموثي كراي أن المتهم كان ينظر إلى القتلة الجماعيين على أنهم “قدوة”، وكان هدفه الأساسي تحقيق أكبر عدد من الضحايا لإثارة الرعب والجدل عالميًا.
ووفقًا لمصادر قضائية، فقد أجرى المتهم “تجربة أولية” قبل تنفيذ جريمته، حيث أطلق النار على دمية دب، ليختبر سلاحه. كما بيّنت الأدلة أن شقيقه كايل تعرّض لأكثر من 100 طعنة، في مشهد وحشي يعكس مدى القسوة التي نفذ بها المتهم جرائمه. أما شقيقته جيزيل، فقد عثر على جثتها أسفل طاولة الطعام في غرفة المعيشة، وكأنها كانت تحاول الاختباء لإنقاذ نفسها.
المدرسة المستهدفة تعلق
عقب الكشف عن المخطط الإرهابي، عبّرت مديرة مدرسة سانت جوزيف، مورين ميرفي، عن صدمتها العميقة، قائلة:
“لقد دمرنا عند سماعنا بمقتل طلابنا السابقين كايل وجيزيل، ووالدتهما جوليانا. كانت هذه العائلة جزءًا عزيزًا من مجتمع مدرستنا. لكن ما أثار دهشتنا وذعرنا أكثر هو معرفة أن مدرستنا كانت ضمن قائمة أهداف المهاجم.”
أكدت المديرة أن المدرسة تعمل بشكل وثيق مع الجهات الأمنية لضمان سلامة الطلاب. مشيرة إلى أنه لا يوجد تهديد مباشر حاليًا، لكن الحادث ترك أثرًا نفسيًا عميقًا على جميع من في المجتمع المدرسي.
تقرؤون أيضا : فتاة تشعل غضب المصريين بعد دهسها لرجل و ابنه في حادثة صادمة سجلتها كاميرات المراقبة
الإدانة والعقوبة المنتظرة
في 24 من فبراير الماضي ، مثل نيكولاس بروسبير أمام المحكمة، حيث اعترف بذنبه في ثلاث جرائم قتل، وحيازة سكين في مكان عام، وشراء بندقية دون ترخيص، بالإضافة إلى حيازة سلاح ناري بقصد تعريض حياة الآخرين للخطر.
من المقرر أن يصدر الحكم النهائي اليوم ، وسط توقعات بصدور حكم بالسجن مدى الحياة على المتهم. خاصة بعد أن وصفه المحققون بأنه كان “عازمًا على إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بالمجتمع”.
كابوس كاد أن يصبح واقعًا
بعد انتهاء التحقيقات، أشاد المحققون بسرعة تدخل الشرطة، مؤكدين أن إلقاء القبض على المتهم قبل تنفيذه للهجوم على المدرسة منع وقوع كارثة كانت ستودي بحياة العشرات من الأطفال الأبرياء.
وعلّق جون مورفي، مساعد قائد الشرطة، قائلاً:
“لقد كانت هذه جريمة مروّعة بكل المقاييس. لم يكتفِ المجرم بقتل والدته وأشقائه، بل كان يخطط لإبادة جيلٍ بأكمله في مدرسته السابقة. نحن ممتنون لضباطنا الذين تمكنوا من إيقافه في الوقت المناسب.”
في حين قالت هازل سيمونز، رئيسة مجلس لوتون المحلي:
“ما حدث مأساة لا يمكن تصورها. لن نسمح بأن يعيش أطفالنا في خوف، وسنعمل على تعزيز إجراءات الأمن والسلامة في جميع مدارس المنطقة.”
ختاما تسلّط هذه القضية الضوء على أهمية الاهتمام بالصحة النفسية للشباب، ومراقبة السلوكيات المشبوهة، وتشديد قوانين امتلاك الأسلحة، لمنع مثل هذه المآسي من الحدوث مجددًا.
فبينما كان نيكولاس بروسبير يطمح لأن يكون “القاتل الأكثر شهرة”، فإن التاريخ لن يذكره إلا كرمزٍ للخزي والجريمة، وسيبقى ضحاياه الأبرياء في ذاكرة المجتمع، كشهادة على وحشية لا يمكن أن تغتفر.