رغم أن الأرق مزعج للغاية في الحياة اليومية، إلا أنه اضطراب شائع نسبيًا، يصيب الكثير من الناس ، ولا يقتصر الأرق على الإحساس بسوء النوم، بل يشمل صعوبات في الاستغراق في النوم، واستيقاظات متكررة أو مبكرة خلال الليل..
هذا الاضطراب لا يقتصر على الإزعاج فحسب، بل يمكن أن تكون له انعكاسات خطيرة على الصحة، إذ يؤدي نقص النوم إلى التعب، وتقلّبات المزاج، وصعوبة التركيز، وضعف المناعة ضد العدوى، وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، فضلًا عن ارتفاع احتمالات السمنة والسكري من النوع الثاني.
فما الذي ينبغي تجنّبه بعد ليلة بيضاء؟
يؤكد الدكتور جيمي محمد أن الخطأ الأول يتمثّل في النوم طوال اليوم. فبرغم أن هذا التصرف يبدو طبيعيًا للتعويض عن النوم المفقود، إلا أنه في الحقيقة يُربك الساعة البيولوجية، مما يجعل النوم في الليلة التالية أكثر صعوبة ويؤدي إلى حلقة مفرغة من الأرق.
أما الخطأ الثاني فهو الإفراط في تناول القهوة. إذ يحذّر الطبيب من شرب القهوة بشكل متكرر خلال النهار لتعويض التعب، موضحًا أن من الأفضل الاكتفاء بفنجان واحد في الصباح فقط، لأن الكافيين في فترة ما بعد الظهر قد يؤدي إلى “تأثير ارتدادي” يمنع النوم ليلًا.
أما الخطأ الثالث، فهو الإفراط في تناول الطعام. فبحسب الدكتور محمد، يؤدي نقص النوم إلى اختلال في هرمونات الجوع والشبع، مما يجعل الشخص أكثر ميلًا لتناول الأطعمة الدسمة، وهو ما يفاقم الشعور بالنعاس والخمول خلال النهار.
نصائح للتعافي بعد الأرق
وللتعامل الصحيح مع الأرق، يوصي الطبيب بالحرص على التعرّض لأشعة الشمس في الصباح، لأنها تساعد على إعادة ضبط الساعة البيولوجية وتمنح الجسم طاقة مؤقتة تساعده على النشاط.
كما ينصح بممارسة نشاط بدني خفيف مثل المشي، وتناول وجبة غداء خفيفة.
وفي حال الحاجة إلى الراحة، يمكن أخذ قيلولة قصيرة في بداية بعد الظهر لا تتجاوز ساعة إلى ساعتين كحدّ أقصى، حتى لا تؤثر في نوم المساء. كما يحذّر من الخلود إلى النوم في وقت مبكر جدًا على أمل تعويض ساعات النوم المفقودة، لأن ذلك قد يؤدي إلى الاستيقاظ في الرابعة أو الخامسة صباحًا ويعيد دورة الأرق من جديد.
ويختم الدكتور جيمي محمد بالقول: “يكفي أن نخلد إلى النوم قبل موعدنا المعتاد بساعة واحدة فقط، فهذا كافٍ تمامًا ليستعيد الجسم توازنه الطبيعي.