أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة ستانفورد أن لصوت الأم تأثيرات مذهلة على نمو دماغ الأطفال المولودين قبل موعدهم، فهو لا يمنحهم الطمأنينة فحسب، بل يساهم أيضًا في تعزيز تطور أدمغتهم.
الأطفال الخدج غالبًا ما يفقدون الأسابيع الأخيرة من النمو داخل الرحم، وهي الفترة الحيوية لتشكيل الوصلات العصبية الأساسية، لا سيما تلك المتعلقة بمعالجة اللغة. وفي هذه الدراسة، استمع 46 طفلاً مولودًا قبل أكثر من ثمانية أسابيع من موعد الولادة، لتسجيلات صوتية لأمهاتهم وهن يقرأن فصلاً من قصة للأطفال، لمدة تصل إلى ساعتين وأربعين دقيقة يوميًا.
وكشفت فحوصات الرنين المغناطيسي أن هؤلاء الأطفال أبدوا علامات نمو دماغي محسنة، خصوصًا في المادة البيضاء بمنطقة “القوس الأيسر”، وهي المسؤولة عن معالجة اللغة. وهذا يشير إلى أن تعرض الأطفال لصوت الأم المباشر أو المسجل يسهم بشكل فعّال في نمو الدماغ حتى في مراحل الحياة المبكرة جدًا.
تشير النتائج إلى أن الكلمات الحانية والحوارات اليومية مع الأطفال ليست مجرد وسيلة للراحة العاطفية، بل تشكل محفزًا بيولوجيًا حقيقيًا لنمو أدمغتهم. ومن هنا، يُنصح جميع الآباء والأمهات بالتحدث إلى أطفالهم قدر الإمكان، لأن صوت الأم يحمل تأثيرًا يتجاوز العاطفة، ليصبح جزءًا من تطوير دماغ الطفل ونموه الصحي.