لم تكن كيت لانكستر، الأم البريطانية، تعلم أن رحلتها مع طفلتها “فيوليت” ستقودها إلى الكشف عن واحدة من أكثر المشكلات الصحية غموضًا وإثارة للتحديات لدى الأطفال الرضع: الحساسية الغذائية. عندما بدأت فيوليت تعاني من طفح جلدي وآلام هضمية متكررة، شعرت كيت بأن هناك مشكلة حقيقية .
تقول كيت: “كنت أشعر أن هناك خطبًا ما، لكن الجميع كان يخبرني بأنني أبالغ”. هذا التناقض بين شعور الأم وحدسها وبين ما سمعته من المختصين جعلها تمر برحلة مليئة بالإحباط، تعرضت كيت، التي تبلغ من العمر 39 عامًا، لما وصفته بـ”التلاعب العاطفي” من قبل بعض المتخصصين الطبيين، حيث أكدوا لها مرارًا أن كل شيء على ما يرام، مما جعلها تشكك في نفسها وتعتقد أنها “تبالغ” أو تعاني من قلق زائد.
لكن التحول في حياة كيت وابنتها بدأ عندما أشارت إحدى صديقاتها إلى احتمال أن تكون الطفلة تعاني من حساسية بروتين حليب البقر (CMPA). هذه الحساسية الشائعة بين الأطفال تُظهر نفسها بشكل نادر لدى الأطفال الذين يرضعون من حليب أمهاتهم، حيث يمكن أن تنتقل بروتينات حليب البقر من غذاء الأم إلى الطفل.
حساسية بروتين حليب البقر: مشكلة شائعة بحالات نادرة
تُعد حساسية بروتين حليب البقر من أكثر أنواع الحساسية شيوعًا لدى الرضع، وفقًا للجمعية الأمريكية لطب الأطفال. في بعض الحالات النادرة، كما حدث مع فيوليت، تنتقل بروتينات الحليب من غذاء الأم إلى الطفل عبر الرضاعة الطبيعية، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الطفح الجلدي، اضطرابات الجهاز الهضمي، والبكاء المستمر نتيجة الشعور بعدم الراحة.
عندما قررت كيت التوقف عن تناول منتجات الألبان، اختفت أعراض فيوليت تمامًا، مؤكدة بذلك التشخيص.
أعراض الحساسية عند الرضع :
تنقسم أعراض الحساسية إلى أربعة أقسام :
- . أعراض جلدية
الطفح الجلدي: قد يظهر على شكل بقع حمراء صغيرة أو كبيرة متهيجة.
الإكزيما: جفاف واحمرار في الجلد، خاصة في الوجه أو خلف الأذنين أو على الكوعين والركبتين.
تورم الجلد: يمكن ملاحظة انتفاخ في بعض أجزاء الجسم، مثل الوجه أو الشفتين أو الجفون.
- أعراض هضمية
القيء: يحدث بعد تناول الطعام أو الحليب.
الإسهال: يكون متكررًا وسائلاً، وقد يحتوي على مخاط أو دم.
الانتفاخ وآلام البطن: يعبر الرضيع عن انزعاجه بالبكاء المستمر وصعوبة تهدئته.
صعوبة في الرضاعة: قد يرفض الطفل الرضاعة بسبب الشعور بالألم.
- أعراض تنفسية
السعال المستمر: يظهر بسبب تهيج المجاري التنفسية.
صفير في التنفس: يمكن سماع صوت صفير أثناء الشهيق أو الزفير.
انسداد الأنف أو سيلانه: خاصة إذا تزامن مع التعرض لمسببات الحساسية.
صعوبة في التنفس: في الحالات الشديدة، قد تظهر صعوبة واضحة في التنفس.
- أعراض أخرى
البكاء المفرط: بدون سبب واضح بسبب الانزعاج.
تورم الشفتين أو اللسان: مؤشر خطير يستدعي التدخل الفوري.
شحوب أو ازرقاق الجلد: قد يكون علامة على رد فعل تحسسي شديد (صدمة حساسية).
نصائح للأهالي للتعامل مع حساسية الأطفال
- مراقبة الأعراض: إذا لاحظتِ ظهور طفح جلدي، أو مشاكل هضمية، أو بكاءً مستمرًا لدى طفلك، استشيري الطبيب فورًا.
- اختبارات الحساسية: يمكن لاختبارات الحساسية أن تقدم إجابات دقيقة حول مسببات الأعراض.
- تعديل النظام الغذائي: في حالة الرضاعة الطبيعية، قد يحتاج الأمر إلى تعديل غذاء الأم. أما إذا كان الطفل يرضع صناعيًا، فقد يكون من الضروري استخدام تركيبات مخصصة للأطفال الذين يعانون من الحساسية.
في الختام من المهم أن يدرك الأهالي أن الأعراض مثل الطفح الجلدي وآلام المعدة قد تكون علامات لحساسية طعامية. وتشير الجمعية الأمريكية لطب الأطفال إلى أن حساسية بروتين حليب البقر هي الأكثر شيوعًا بين الأطفال.
قصة كيت ليست مجرد حكاية عن تحديات الأمومة، بل هي درس للأهالي والأطباء على حد سواء حول أهمية الاستماع إلى الأمهات وأخذ مخاوفهن بجدية. يمكن للتشخيص المبكر والدعم المناسب أن يغير حياة الطفل ويمنح العائلة الراحة التي تحتاجها. تقول كيت: “الطريق إلى التشخيص يمكن أن يكون طويلًا ومرهقًا، لكنه أساسي لتحسين حياة الطفل والأسرة”.