توصلت دراسات طبية حديثة ، بأن ليس هناك علاقة مباشرة بين الضغوطات النفسية والأمراض العضوية، حيث بدأنا نسمع بشكل متكرر عن أمراض جديدة من قبيل أعصاب الجهاز الهضمي بما في ذلك الأمعاء والمعدة.
في حوار مع الدكتور عبد العزيز زيان، الاختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي والكبد سنتعرف أكثر عن أعصاب المعدة، أسبابها وعلاقتها بالتوتر والانفعال.
في الآونة الأخيرة أصبحنا نسمع كثيرا عن “عصب المعدة” فما هو هذا المرض؟
مصطلح “عصب المعدة” أطلقه بعض الأطباء وليس له أي سند علمي، فهو التهاب للمعدة ناتج عن حالة نفسية، لكن علميا لا يمكن تشخيص الحالة إلا بعد إجراء فحص بالمنظار الذي يؤكد إلى حد ما عدم وجود مرض عضوي بالمعدة، وأن الالتهابات ناتجة عن حالات انفعالية.
هل التوتر وضغوطات العمل تصنف ضمن خانة الدوافع النفسية التي تؤدي لإصابة المعدة بالأعصاب؟
صحيح، بمعنى أننا لا نشعر بألم المعدة إلا عندما نتوتر.
ماهي أسباب هذه الالتهابات؟
هناك عوامل كثيرة، فبالإضافة إلى الانفعال والعصبية، قد يكون الشخص تناول وجبة غير صحية، أو أخذ دواء للصداع بدون استشارة طبية، أو ببساطة تناول الطعام بسرعة.. لكنه لا يبالي لكل هذه الأسباب ويصر على وجود عصب بالمعدة.
بشكل عام، ماهي أسباب ألم المعدة؟
أسباب متعددة في مقدمتها التغذية، كثرة الأكل، كثرة الأدوية والتدخين.
ماذا عن علاج هذه الحالة؟
العلاج يمر عبر مراحل، نبدأه بالأدوية والريجيم وتغيير نمط الحياة. والتنسيق مع الطبيب النفسي لتتبع الحالة.
بسبب نمط الحياة أصبحت العديد من الأسر لا تجتمع إلا في وجبتي الفطور والعشاء. فما هو تأثير تناول الطعام في وقت متأخر من الليل؟
طبعا له تأثير ويسبب آلاما بالمعدة، لأن هذه الأخيرة تحتاج على الأقل لساعتين بعد الوجبة قبل خلود الشخص للنوم. لنفترض أن هذه الأسر تتناول وجبة الفطور والعشاء وتغفل وجبة الغذاء. هنا على هذه العائلات عندما تجتمع على مائدة الطعام أن تتناول طعامها بتأن بعيدا عن التوتر وغير منشغل أفرادها بمشاهدة التلفاز، والأهم هو تحديد كمية الطعام. فليس من الضروري أن نأكل حتى نشعر بالشبع، بالعكس لابد أن نترك مجالا للهضم، مع الحرص، كما قلت سابقا، ترك على الأقل ساعتين بين الوجبة والذهاب إلى النوم.
ماهي النصائح التي يمكن تقديمها؟
إذا كان الشخص يعاني من آلام المعدة لمدة تفوق ثلاثة أشهر متتالية، هنا التشخيص عند الاختصاصي يصبح إجباريا، والكشف بالمنظار ضروري أيضا، كما على المرضى اتباع وصفة الطبيب وأخذ الدواء باستشارة طبية، مع ضرورة تنظيم وجبات الأكل وطريقة تناولها وكمية أكلها.