تخيل أنك تكتسب وزناً بسرعة رغم أنك لا تأكل كثيراً، أو تظهر على وجهك حبوب مزعجة بلا سبب واضح، أو تشعر بإرهاق لا يفارقك حتى بعد نومٍ طويل. قد تظن أن الأمر مجرد ضغط نفسي مؤقت، لكنه في الواقع قد يكون مؤشراً على خلل في هرمون الكورتيزول، المعروف باسم “هرمون التوتر”.
الكورتيزول ضروري لأجسامنا، فهو يساعدنا على مواجهة الخطر وتحفيز الطاقة، وتنظيم ضغط الدم. لكن عندما يبقى مرتفعاً لفترة طويلة، يبدأ بإحداث أضرار صامتة تمس صحتك النفسية والجسدية.
علامات ارتفاع الكورتيزول: لا تتجاهلها!
من أبرز الأعراض التي قد تشير إلى خلل في مستويات الكورتيزول:
- زيادة الوزن، خاصة في الوجه والبطن
- ظهور حب الشباب
- إرهاق مستمر وضعف في العضلات
- تهيج سريع وصعوبة في التركيز
- ارتفاع في ضغط الدم
- شحوب الجلد وسهولة ظهور الكدمات
قد تتباين الأعراض من شخص لآخر، لكن إذا لاحظت أكثر من عرض، فقد يكون الوقت مناسباً لإجراء تحليل بسيط للتأكد من مستويات هذا الهرمون.
تقرؤون أيضا : حظر تيك توك أفقدها البصر: كيف دمر التوتر عيني نجمة شهيرة؟
لماذا يرتفع الكورتيزول؟
- التوتر المستمر: الإجهاد المزمن هو العدو الأول. حين تعيش في حالة تأهب دائم، لا يجد جسمك فرصة لخفض الكورتيزول، مما يسبب خللاً في توازنك العام.
- مشاكل في الغدة النخامية أو الكظرية: أورام صغيرة – غالباً غير سرطانية – قد تؤثر على إفراز الهرمونات وتزيد من إنتاج الكورتيزول.
- تناول بعض الأدوية: استخدام الكورتيكوستيرويدات بجرعات عالية أو لفترة طويلة قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول.
متى تزور الطبيب؟
إذا استمرت الأعراض ولم تجد تفسيراً واضحاً لها، فاستشارة الطبيب هي الخطوة الأولى. يمكن للطبيب أن يطلب فحوصات مثل تحليل الدم أو البول أو اللعاب للتأكد من مستويات الكورتيزول، إضافة إلى صور بالرنين المغناطيسي إذا لزم الأمر.
لماذا لا يجب تجاهل الأمر؟
ارتفاع الكورتيزول المزمن قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، هشاشة العظام، وحتى السكري. وكلما تم الكشف مبكراً، كانت فرص العلاج أفضل وأبسط.
ختاما حافظ على نمط حياة هادئ قدر الإمكان. مارس الرياضة بانتظام، نم جيداً، وتناول طعاماً صحياً. تذكّر أن صحتك تبدأ من هرموناتك، وأن التوازن الداخلي هو مفتاح الراحة الجسدية والنفسية.