احتفل يوم الأحد الماضي بالذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحت شعار “20 سنة في خدمة التنمية البشرية”. وقد تحولت هذه المبادرة الملكية إلى رافعة فعلية للتمكين الاقتصادي والاجتماعي، لا سيما في صفوف النساء. خاصة في المناطق القروية وشبه الحضرية.
من خيط الإبرة إلى قيادة تعاونية
من النماذج الملهمة التي أفرزتها هذه المبادرة، تبرز تجربة راضية حكيم، رئيسة تعاونية “رميساء” للخياطة. بدأت راضية مشروعها بمحل صغير تديره بمفردها، لكنها سرعان ما طورت نشاطها بفضل التكوين والدعم اللوجستي الذي وفرته المبادرة.
“كنا نخيط منتوجات ذات جودة عالية، لكننا لم نكن نعرف كيف نسوّقها. بفضل التكوين والدعم بالمعدات، توسع نشاطنا، واليوم نحلم بإحداث وحدة صناعية. لقد غيّرت المبادرة حياتي وحياة النساء اللواتي يعملن معي”، تقول راضية.
اليوم، تقود راضية تعاونية تضم 14 امرأة، وتشكل نموذجًا نسويًا ناجحًا في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

مركز متكامل للأطفال في وضعية إعاقة
في المجال الاجتماعي، تألقت مبادرة بشرى مصلوحي، رئيسة جمعية “بسمة أمل” بمدينة أولاد عياد، التي أنشأت مركزًا متكاملًا لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة. حصل المركز على تجهيزات حديثة، إلى جانب حافلة للنقل المدرسي وكراسٍ كهربائية، بفضل دعم المبادرة.
“بدأنا بخدمة 152 طفلاً، واليوم نرعى 170 طفلاً، مع فريق يضم 23 مربية وأخصائيًا. المبادرة فتحت لنا آفاقًا جديدة، ورسالة اليوم للشباب، خاصة الشابات، هي أن يبادروا بتقديم مشاريعهم، فالمجال مفتوح أمام من يريد أن يصنع الفرق”، توضح بشرى.
أرقام تجسد الأثر
وفي تصريح لـ نبيل بوشو، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الفقيه بن صالح، أفاد أن عدد المشاريع المنجزة في إطار المبادرة بلغ 1573 مشروعاً خلال عشرين سنة، باستثمار يفوق 618 مليون درهم.
وأكد بوشو أن تمكين النساء كان من أولويات البرنامج، إذ تم دعم أكثر من 180 تعاونية، منها 76 تعاونية نسائية، بالإضافة إلى تمويل أزيد من 220 مشروعًا لفائدة شباب وسيدات، إلى جانب برامج التكوين والمواكبة المستمرة.
الرؤية الملكية تثمر تمكينا فعليا
لم تكن المبادرة الوطنية مجرد ورش اجتماعي، بل رؤية استراتيجية تعيد رسم دور النساء داخل النسيج الاقتصادي والاجتماعي. قصص مثل راضية وبشرى تجسّد نجاح هذا التوجه، وتبرز أثر الاستثمار في الإنسان، خاصة المرأة، باعتبارها فاعلًا أساسيًا في مسار التنمية.