أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها وتوجهاتها تحتل الصدارة في تفكير وعقول العديد من الأزواج، حتى أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة كل واحد منهما، وحياتهما معا أيضا.
فإلى أي حد تأثرت العلاقات الزوجية بهذه المواقع؟ ولماذا أصبحت المشاعر الجميلة والرائعة التي تجمع بين الأزواج تبعث في رسائل جامدة عبر جهاز متصلب، يعجز عن إيصالها كما هي؟
غياب الخصوصية
كثيرة هي الطرائف والمشاكل وحتى المشاعر التي أصبح يتشاركها الأزواج مع كل أصدقائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تعد هناك خصوصية نهائيا، بحيث قضى التطور التكنولوجي على كل ما من شأنه أن يكون خاصا وحميميا مابين الأزواج.
“أنا شخصيا أرفض هذا الأمر”، هكذا بادرتنا ليلى، موظفة متزوجة منذ مايقارب 14 سنة، وتضيف قائلة: “ولكن سأحكي عن مشهد حصل أمامي لصديقتي في العمل، نشر زوجها صورة على الفايس بوك تعبر عن حالة نفسية معينة، فقامت هي بالرد عليه حول سبب ذلك عبر الفايس أيضا، انحرج زوجها أمام أصدقائه فكتب لها هذا أمر خاص، وبقيت تجادله وهو يرد عليها، والكل يقرأ مايكتبان، إلى أن انتهى الأمر بشجار عنيف في المنزل، تسبب في قطيعة لمدة شهر كامل بينهما.
رسائل قصيرة بدل كلام مباشر
“أصبح زوجي لا يحب الحديث في الهاتف، رغم أنه يمكن له الاتصال بي بشكل لا يتسبب له في خسارة مادية، ولكنه يصر على استعمال الكلمات المقتضبة جدا عبر بعثها في رسالة قصيرة على الواتساب، حتى أن التحية العادية تنعدم فيها أحيانا كثيرة، وسبق أن حدثته في الموضوع، إلا أنه تحجج بكون الحياة اليومية ووتيرتها السريعة أصبحت تلزم علينا ذلك، رغم أن الحديث في الهاتف هو بالضرورة أسرع من كتابة رسالة.
سعاد، موظفة، متزوجة منذ 7 سنوات، تقول وهي ضاحكة: “كان في البداية يصر على سماع صوتي عبر الهاتف، ويبدأ الحديث بكلمة جميلة، الآن أصبح يبعث لي رسالة جد مقتضبة عبر الفايس بوك، مباشرة إلى هاتفي، أو أحيانا نجلس لوقت طويل نتحدث عن ما نريد فعله من أمور الحياة اليومية من خلال الفايس، هو في مكتبه وأنا بالشغلويبدو أن العديد من الأسر أصبحت فعلا تتواصل من خلال هذه المواقع، التي أصبحت الزوجة أو الزوج يركنان إليها أكثر مما يركنان لبعضهما البعض..