أطلق الرابور المغربي مسلم، أحد أبرز أعمدة الراب في المغرب، أغنيته الجديدة بعنوان “خمري”. معلنًا من خلالها عودته القوية إلى الساحة بعد فترة غياب. الأغنية سرعان ما أثارت جدلاً واسعاً، ليس فقط بسبب أسلوبها الحاد المعتاد في خطابات الراب. بل تحديدًا بسبب عبارة وردت ضمن كلماتها اعتبرت مستفزة لدى البعض.
“الملائكة والشياطين”.. مقارنة لم تمر مرور الكرام
من بين أبرز مقاطع الأغنية التي خلقت تفاعلاً واسعًا، يقول مسلم:
“موسيقتي تمزك الملائكة و حتى الشياطين”.
وهي الجملة التي أثارت انتقادات متزايدة على منصات التواصل. إذ رأى متابعون أن توظيف “الملائكة” في هذا السياق يصطدم بالحس الديني العام، خاصة مع ربطها في نفس العبارة بـ”الشياطين”. وقد اعتُبر هذا الاستخدام لدى البعض مسيئًا أو غير مناسب، خصوصًا أن الملائكة، حسب الموروث الديني. مخلوقات نورانية منزّهة لا تستمع للموسيقى ولا تتفاعل معها.
في المقابل، اعتبر آخرون أن هذا النوع من التعبير يأتي ضمن لغة الراب الحادة والمبالغ فيها عمدًا، والتي تهدف إلى إيصال شعور بالقوة الفنية والتأثير. ويُذكر أن الرابور استخدم عبارات مشابهة في أغاني سابقة، دون أن يتراجع عن أسلوبه الخاص في إثارة الجدل.
كلمات جريئة ورسائل مواجهة
تحمل أغنية “خمري” بصمة مسلم المعهودة في الصياغة الحادة، والرسائل المباشرة الموجهة لخصومه ومنافسيه. من بين ما قاله:
“فراسمالك جوج سطورة، كتقارن راسك بالأسطورة”.
كما استعرض مسلم مسيرته الفنية قائلاً:
“فتاريخ الراپ عندي ألبومات محنّطين”،
مشيرًا إلى رصيده الموسيقي الممتد.
وأكد مسلم تمسكه بمكانته في مشهد الراب المغربي من خلال قوله:
“ما يفنى فني إذا فنى عمري، سول كاع اللي ذاقو خمري”،
وهي الجملة التي استخدمت كخاتمة للأغنية وكتأكيد على استمراريته رغم الانتقادات ومحاولات التقليد، كما وصف.
عمل متكامل من حيث الإخراج والتوزيع
من الناحية التقنية، جاءت “خمري” بإخراج بصري متقن من توقيع رضوان أكلاي، بمشاركة موسيقية من ديجي ميد وإبراهيم وهبي، وسجّلت في “بلانيت ستوديو” بطنجة، فيما تولى الماسترينغ الفني دافيد من “كولورساوند ستوديو” في باريس. هذه التوليفة الفنية منحت الأغنية جاذبية بصرية وسمعية زادت من وقعها وانتشارها.
ردود أفعال متباينة
رغم الجدل، حصدت الأغنية تفاعلاً كبيرًا وإشادات من عشاق الراب المغربي، الذين رأوا فيها عودة قوية تعيد فن الراب الصادق والمعبر عن الشارع. بالمقابل، لم تغب أصوات التحفّظ، معتبرة أن بعض العبارات تفتقد إلى التقدير الواجب للرموز الدينية، ما أعاد فتح النقاش حول حدود حرية التعبير الفني في السياقات المجتمعية المحافظة.
بأغنية “خمري”، يواصل مسلم الاشتغال على خطه الفني القائم على المواجهة والتمرد واللغة القوية، وهو ما جعله دائماً في قلب النقاش، سواء كمبدع مؤثر أو كصاحب كلمات مثيرة للجدل. وبين الإعجاب بالطرح الفني والتحفظ على بعض عباراته، يظل مسلم أحد الأصوات التي لا تمر مرور الكرام في مشهد الراب المغربي.