يؤكد الدكتور عبد الجبار شكري أستاذ باحث في علم الاجتماع وعلم النفس أن الاختلاف في المزاج والسلوك والأذواق قد يقود إلى خلافات زوجية في رمضان، وفي حوار مع “لالة فاطمة” سيقربنا من الموضوع أكثر.
ماهي طبيعة المشاكل التي يمكن أن تطرح بين الزوجين في رمضان؟
هناك مجموعة من المشاكل تطرح بين الزوجين في رمضان، وهي
أولا مشاكل داخلية تتعلق بالأدوار والعلاقات بين الزوجين كما تتعلق بتربية الأبناء.
ثانيا مشاكل خارجية تتعلق بالتأثيرات الخارجية السلبية، تأتي من أسرة الزوج أو من أسرة الزوجة. أو تأتي من الجيران أو من أصدقاء الزوجين أو من أصدقاء الأبناء نتيجة التوتر النفسي، الذي يعيشه بعض الناس في وقت رمضان.
ثالثا مشاكل تتعلق بكيفية توزيع الدخل المالي للزوجين وميزانية الأسرة، وكيفية تسييرها وصرفها سواء داخل الأسرة أو خارجها، أو أحيانا مشاكل أخرى تتعلق بتخصيص ميزانية خاصة بآباء الزوجين تطرح هذه القضايا بإلحاح نتيجة زيادة المصاريف في شهر رمضان.
ماهي الطريقة السائدة في الأسر المغربية في حل المشاكل والنزاعات القائمة بين أفرادها؟
إن بعض الأسر المغربية إن لم أقل الكثير منها يعالج فيها الزوجان مشاكلهما بطريقة انفعالية غاضبة عدوانية، كل واحج من الزوجين يهاجم الآخر ويمارس عليه عنفا ماديا أو عنفا معنويا أو بقطع كل سبل الحوار والتفاهم والتواصل، بحيث تحدث قطيعة تواصلية بين الزوجين تدوم مدة زمنية أحيانا تتعدى الأسبوع الواحد أو الأسبوعين. وقد يتصالح الزوجان فيما بينهما دون إيجاد حل للمشاكل العالقة بينهما، ثم تأتي مشاكل أخرى جديدة تتراكم على الأخرى، وهكذا يتكرر الصراع والخصام وتحدث القطيعة، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تراكم المشاكل والخلافات، وحدوث اصطدام قوي قد يؤدي بانهيار العلاقة الزوجية.
ماهي الطريقة التي يجب أن يعالج بها الزوجان نزاعهما في شهر رمضان؟ يجب ضبط النفس أمام الأطفال من أجل عدم إقحامهم في هذه المشاكل والصراعات، الذين هم في غنى عنها. وتلك المشاكل التي قد تبدو أنه من غير الضروري معرفتها من طرف الأطفال منعا لآثارها السلبية النفسية والاجتماعية المدمرة. فمن الطبيعي أن يختلف الوالدان وألا يستقر رأيهما على موضوع أمام أطفالهما، ولكن عليهما أن يناقشا مشاكل الأسرة بينهما، وأن يتحاورا ويتفاهما ويعملان جاهدين لإيجاد أرضية مشتركة بعد النقاش. وأن يظهرا التصالح والتفاهم بعد الخلاف أمام أطفالهما.