موضوعنا اليوم خارج عن إطار أغلب المواضيع التي سبق وتطرقت لها “لالة فاطمة”، فكما جرت العادة تكلمنا عن غذاء الأطفال وملبسهم والاهتمام بهم، ونادرا متا تكلمنا عن غذائهم الروحي كتاب الله عز وجل، ولأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، فإن أفضل مراحل تعلم القران، الطفولة المبكرة، حيث يكون عقل الطفل يقظا، وملكات الحفظ لديه قوية. عن كيفية تعليم أطفالنا القران الكريم، التقينا الباحث والداعية الإسلامي عدنان زهار، الذي مدنا بنصائح وتوجيهات مهمة.
“تعليم القران للأبناء من ضروريات التربية الدينية، التي تعود على الفرد والمجتمع بالخير والسعادة”، يقول الباحث والداعية الإسلامي عدنان زهار، “ذلك أن المتعلم للقران يكتسب أخلاقه بممارسته واختلاط أنواره بدمه ولحمه وقلبه وقالبه، وقد اعتنى السلف الصالح وخلفهم المبارك بتعليم القران للأبناء اعتناء كبيرا، ويحتاج الاباء عادة إلى معرفة الطريقة السليمة لتعليم الأبناء القران، وهذه بعض التوجيهات المختصرة، كما أوردها فضيلة الشيخ ل”لالة فاطمة”، التي يتعين على المربين تحقيق مبتغاهم في أبنائهم:
-أول الطريق أن تتعاهد الأم الحامل قراءة القران الكريم وتكثر منه، فإن ذلك يسري إلى جنينها ويسهل عليه -وعند بلوغه سن التمييز- استحضاره، لكون دماغه قد نقشت فيه كلمات القران أثناء أول مراحل التكوين، فقد أثبت الطب الحديث السمع من الجنين، بل أثبت التفاعل مع محيطه قبل أن يخرج إلى الدنيا، ويؤكد على ذلك الواقع والتجربة.
-قبل أن يبلغ الطفل سن التمييز الذي يمكنه من تحمل العلم والمعرفة، ينبغي على الاباء والأمهات أن يعتنوا بجانب الاستماع منه، فهو أول مراحل التعليم، فيقرأ القران عنده كثيرا ويردد على سمعه لكي يعتاده ويألفه.
-إذا بلغ الطفل سن التعليم ينبغي أن يعهد به إلى شيخ مقرئ يشافهه القران، كما هي السنة النبوية.
-إذا كان الطفل يقرأ من مصحف في البيت، فلا ينبغي أن يغيره، بل يقرأ في مصحف واحد جميل الخط عريض الحروف، برواية أهل البلد التي يعيش فيها (ورش عند المغاربة)، فقد أثبتت التجارب أن ذلك من أهم ما يساعد على الحفظ.
-لا بد من ترغيب الطفل في التمسك بالقران وتشجيعه عليه وتحفيزه بالهدايا المتواصلة.
-ينبغي أن يألف الطفل سماع القران من قارئ حسن الصوت جميل الأداء متقن القواعد.
-يستحسن تعريف الطفل بحفظة القران من الأطفال والغلمان كي يقتدي بهم وينافسهم في الخير.
-وأرى أنه لا ينبغي الضغط على الطفل في الحفظ والتعليم بل يسلك معه الوالدان مسلك اللين والرفق والتحبيب والترغيب.
-ينبغي على الوالدين الاهتمام ببيان أخلاق القران للطفل وحثه على التمسك بها، فهو أفضل من الحفظ الأجوف.
-ينبغي أخيرا على الاباء مراعاة ظروف الطفل، من حيث رعاية برنامج يومه وليلته، وتوقيت دراسته، وزمن لهوه ولعبه، ويعتدل في تنظيم حياته، فلا ينجح إلى التشديد ولا إلى التفريط..