إن زواج المرأة الأرملة من أخ زوجها لا يعتبر ظاهرة بالمعنى المتعارف عليه في مجتمعنا المغربي، على اعتبار أن مثل هذه الزيجات مازالت عبارة عن حالات فردية لمجتمعات قبلية مغلقة، والتي تعتبر هذه الزيجات وسيلة للحفاظ على عرض ومال زوجة المتوفي وأبنائه، إلا أنه في بعض الحالات يتم إجبار أحد الطرفين على هذا الزواج، مما يؤشر لبداية حياة درامية لكليهما.
الزواج هو محبة ورحمة وسكينة للزوجين، لكنه في بعض الحالات يتحول إلى جحيم لا يطاق، ومع ذلك يجد الزوجان نفسيهما مجبرين على الاستمرار في لعب أدوار البطولة في مسرحية لا تنتهي فصولها.
قرار صائب
(ف.م) أرملة لا يتعدى عمرها السادسة والعشرين وهي أم لطفلين، توفي زوجها في حادثة سير مروعة، ليتركها هي وأولادها بدون معيل. تقول (ف.م) إن زوجها كان أصغر إخوته، وكان له أخ أكبر منه بخمسة عشر سنة ميسور الحال، هذا الأخير حاول مساعدتهم ماديا في الشهور الأولى من وفاة زوجها، وبالتالي بدأ بالتردد على البيت في مناسبات متعددة لتلبية متطلباتنا، مما لفت انتباه الجيران والعائلة لكثرة زياراته، وبدأت ثرثراتهم تصل لأسماع أهلي الذين بدورهم استنكروا الأمر، وطالبوه بالتوقف عن زيارتنا، مما دفع أخ زوجي إلى طلب الزواج مني، ليصونني ويصون أولادي، تقول (ف.م) بأنها قبلت هذا الزواج مرغمة بعد كثير من التردد، لأنها لم تجد حسب قولها بديلا يسد متطلبات أولادها المادية، خصوصا وأن تعليمها متوسط لا يؤهلها لخوض غمار سوق الشغل، مؤكدة أنه بعد مرور خمس سنوات على زواجها لم تندم على اتخاذها مثل هذا القرار الذي أنقذ أولادها من الضياع.
خطأ في حياتي
(خ.س) توفي زوجها إثر مرض عضال بعد أن أقعده الفراش لشهور طويلة، وهي أم لخمسة أطفال. تقول (خ.س) إن زوجها ترك لها ولأولادها إرثا لا بأس به يكفيهم شر العوز، وبأنه بعد وفاة زوجها عاشت حياة مستقرة هي وأولادها لشهور عديدة، إلى أن أجبرتها عائلتها على الزواج من أخ زوجها الذي يصغرها بسنة، بدعوى أنه سيصونها هي وأولادها، لتبدأ بعدها حياتها تفقد توازنها إثر اكتشافها بأن هذا الزوج مجرد رجل سكير وعابث وعاطل عن العمل، و بدأ بعد الزواج يجبرها على إعطائه النقود لصرفها على نزواته التي لا تنتهي، تقول: (حاولت أن أشتكيه لعائلته إلا أنه قابل شكواي بالضرب والإهانة) . تقول (خ.س) إنها اليوم بعد مرور سنة واحدة فقط على زواجها، نادمة أشد الندم لرضوخها لضغوطات أهلها الذين كانوا مهتمين بالمحافظة على التقاليد والأعراف أكثر من اهتمامهم بسعادة ابنتهم.
أجبرت على هذا الزواج
تحكي (س.ن) بمرارة كبيرة قصة زواجها بأخ زوجها المتوفي فتقول: “تزوجت إبن عمي بعد قصة حب طويلة، وعشت معه في منزل عمي رفقة أسرته المكونة من عمي وزوجته وأخ أكبر لزوجي بخمس سنوات، توفيت أمي بعد سنتين من زواجي وبعدها أبي بستة أشهر، لأظل وحيدة في هذه الحياة، خصوصا وأنني كنت وحيدة أبواي. وبعد مرور تسع سنوات على زواجي، تعرض زوجي لحادثة شغل أودت بحياته ليتركني أرملة في ريعان شبابي وأم لثلاثة أطفال.
وبعد مرور شهور العدة خيرني عمي بين الزواج من أخ زوجي أو الرحيل عن المنزل، لأنه حسب قوله لا يجوز لنا العيش معا تحت سقف واحد دون زواج، تقول (س.ن). تزوجت أخ زوجي بعد أن استعطفت عمي كثيرا لكي يعفيني من هذا الزواج الذي لم أكن لأتخيل حدوثه حتى في أحلامي، خصوصا وأنني مازلت أحب زوجي المتوفي، إلا أن عمي لم يصغ لتوسلاتي وبقي مصرا على رأيه، وبسبب العوز المادي انتهى بي المطاف بالزواج من رجل لا تجمعني به أية مشاعر.
أخ زوجي يرفض معاشرتي معاشرة الأزواج
ترددت (ل.ك) قبل أن تحكي قصتها لمجلة “لالة فاطمة”، تقول: ترملت بعد ستة أشهر من الزواج برجل لم يجمعني به أي حب، بل كان زواجنا مدبرا من طرف عائلتينا، توفي زوجي إثر سكتة قلبية مفاجئة وتركني حاملا في شهري الرابع، وبعد أن أنجبت طفلتي أقنعني أهلي وأهل زوجي المتوفي بالزواج من أخيه، لكي يصون عرضي وعرض طفلة أخيه، فقبلت بعد ضغوطات مورست علي من جميع الجهات، لأفاجأ بعد الزواج بأن أخ زوجي يرفض معاشرتي معاشرة الأزواج، بدعوى أنه تزوجني فقط من أجل أن أحافظ على ذكرى أخيه، وكي لا يدخل حياتي أي رجل آخر. استطردت (ل.ك) بأنها تخجل من أن تفضي بوضعها هذا لأهلها أو لأهل زوجها، على اعتبار أنهما عائلتان محافظتان جدا، مما لا يدع أي مجال لطرح مشكلتها هذه أمامهم، خصوصا وأن زواجها مر عليه سنتان ونصف بدون أن يطرأ أي تغيير في وضعها مع زوجها.