عاشت مدينة لوس أنجلوس في صيف عام 1985، كابوسًا حقيقيًا بسبب قاتل متسلسل غامض نشر الرعب في أرجائها . لقب هذا المجرم بقاتل الليل (Night Stalker) ، و ارتبط اسمه بسلسلة من الجرائم المروعة التي بدأت عام 1984 واستمرت حتى 1985 .ارتكب العشرات من الاعتداءات الوحشية و أنهى حياة 15 ضحية على الأقل . فمن هو هذا المجرم و و ما قصته ؟
بداية الكابوس :
كانت الفتاة الصغيرة “ليندا ليونغ”، ذات التسعة أعوام،أول ضحية للمجرم و نقطة بداية مسيرة دموية شملت القتل، الاغتصاب، والسرقة. اللافت في جرائمه أنه لم يكن يميز بين ضحاياه؛ نساء، رجال، أطفال، وحتى مسنون كان عنفه عشوائي. و أساليبه المتنوعة والقاسية زادت من غموض القضية، وجعلت السكان يعيشون في حالة من الذعر المتواصل.
القبض على “قاتل الليل”
ظل الجاني حرًا لفترة طويلة بسبب عشوائية جرائمه وصعوبة تتبع نمطه. لكن في النهاية، جاءت العدالة على أيدي السكان المحليين. في 31 أغسطس 1985، وبعد محاولة فاشلة له لسرقة سيارة، تعرّف عليه أحد السكان، وتمكن الجيران من الإمساك به ثم اتحدوا و ضربوه حتى وصول الشرطة. هذه اللحظة، التي حملت شجاعة المواطنين، مثلت بداية النهاية لرعب “قاتل الليل”.
دور الطفل جيمس روميرو في أثبات هوية الجاني
كان للشاب جيمس روميرو، البالغ من العمر 13 عامًا، دور محوري في الإيقاع بالجاني. إذ لاحظ جيمس سيارة مشبوهة قرب منزله، وسجل جزءًا من لوحة ترخيصها. هذه المعلومات الثمينة ساعدت الشرطة في تتبع الجاني وربط الأدلة بجرائمه السابقة.
ريتشارد راميريز: طفولة صنعت قاتلًا
وُلد راميريز عام 1960 في تكساس، ونشأ في بيئة عائلية قاسية أثرت بعمق على شخصيته. كان خاله، الجندي السابق في حرب فيتنام، يعرض عليه صورًا مروعة لجرائم الحرب، بل وارتكب جريمة قتل أمامه. تلك التجارب، إضافة إلى تعرضه لإصابة دماغية وإدمانه على المخدرات، شكلت الأساس لشخصيته المنحرفة التي قادته لاحقًا إلى سلسلة من الجرائم المروعة.
المحاكمة والعقوبة
في سبتمبر 1989، وُجهت إلى راميريز 13 تهمة بالقتل، 5 بمحاولات القتل، و11 تهمة بالاغتصاب، إلى جانب 14 جريمة سرقة. حُكم عليه بالإعدام، لكنه لم يُنفذ بسبب الإجراءات القضائية المعقدة. توفي راميريز عام 2013 في السجن، نتيجة إصابته بالسرطان.
ختاما ، قصة “قاتل الليل” ليست مجرد حكاية عن جريمة وعقاب، بل هي شهادة على شجاعة المجتمع في مواجهة الشر. فرغم الرعب الذي عاشته لوس أنجلوس، أثبت سكانها أن العدالة لا تحتاج دائمًا إلى انتظار، وأنها قد تأتي بأيدي المواطنين أنفسهم.
تظل هذه القصة تذكيرًا بأن الخير لا بد له من الانتصار . دمتم سالمين !