أسدل مهرجان “جدار، لوحات الشارع” الستار على دورته الرابعة بعد أن نجح في تزيين الرباط بآلاف الألوان، حيث استضافت العاصمة العالمية فنانين ذوي مسارات غنية ومتنوعة من دول كالبيرو واليونان والأرجنتين وبولونيا واليابان، زينت أعمالهم الأحياء التي استضافتهم وسحرت سكانها والمارين بها. ففي شارع سيدي محمد بن عبد الله، أثارت لوحة الفنان المغربي إيرامو لسيدة مغربية في خريف العمر وهي تبتسم فضول المارة الذين ما فتئوا يتساءلون عمن تكون. “هي تمثيل للمرأة المغربية الأمازيغية” حسب قول الفنان الذي أراد تكريم جميع مربيات المجتمع. فنان آخر، هذه المرة من البيرو، استمد إلهامه من المرأة المغربية والمجتمع بشكل عام في تحفته الفنية، ويتعلق الأمر بديسيرتور، أحد رواد الرسم الجداري السياقي، الذي قام بمساعدة الفنان المغربي مهدي أناسي برسم لوحة تتناول “مفهوم الإدماج” و”التعايش”، في ما أبدع الفنانون الآخرون في رسم تحف فنية على جدار أحياء الرباط.
نتيجة تبشر ببذور جديدة لعدد من فناني الشوارع المغاربة الذين يتمتعون بالموهبة والشغف. هذا وجرت أيضا أنشطة أخرى وراء الجدران، من خلال ثالث دورات تدريبية قدمها الفرنسي نيليو، والفنانة اليابانية مينا هامادا وغزلان أكزناي. كما قامت الرسامة المغربية بتنشيط ورشة عمل لرسوم الطواطم في المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، تلتها في اليوم التالي رحلة في مدينة الرباط العتيقة لتزيين الجدران بالأعمال الصغيرة المستوحاة من خيال الطالب.