غالبا ما تتساءل العديد من السيدات عن حكم ممارستهن للتمارين الرياضية في الفضاءات العامة. الأستاذ عزالدين راجعي، خطيب وواعظ يجيب عن سؤال لالة فاطمة.
هل يجوز ممارسة المرأة للرياضة في الشوارع العامة والحدائق؟
من المقرر شرعا أن النساء شقائق الرجال في الأحكام الشرعية ما لم يستثنه الشرع مما يخص الرجال دون النساء أو النساء دون الرجال، لهذا فمن حق المرأة الاستمتاع بممارسة الرياضة، خاصة وأن الإسلام حث على ممارسة الرياضة النافعة للجسد، وجعلها من الأعمال الفاضلة، والمسلمون عرفوا بعض الرياضات كالعدو وسباق الخيل والرماية … لأن مبادئ الإسلام لا تمنع ممارسة المرأة للرياضة لتنمية قدراتها العقلية والجسدية، يشهد لذلك القصة الصحيحة التي ترويها الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، قالت: فسابقته فسبقته على رجلي، فلما حملت اللحم سابقته فسبقني. فقال: “هذه بتلك السبقة”، (أحمد (6/ 39)، وأبو داود (2578)، والنسائي في (الكبرى) (5/ 303، 304)، وابن ماجه (1979)، وابن حبان (4691)). وهذا منه صلى الله عليه وسلم من حسن خلقه مع أهله، وملاطفته لهم، وحسن المعاشرة، وفيه استحباب إدخال الرجل السرور على زوجته بما يؤنسها، وهي سبقته في المرة الأولى؛ لأنها كانت فتاة شابة خفيفة لم تحمل من اللحم ما يثقلها، ويمنعها من قوة الجري؛ فلهذا سبقته، فصبر لها صلى الله عليه وسلم، فلما كان بعد مدة، وجاءت مناسبة أخرى سابقها، وكانت في هذه المرة قد حملت من اللحم، وسمنت وأرهقها اللحم يعني: أثقلها فسبقها في هذه المرة. فقال صلى الله عليه وسلم تطييبًا لخاطرها: “هذه بتلك”، يعني: هذه السبقة مني مقابل سبقتك الأولى لي؛ فحصل التعادل. وهذا دليل أن ذلك السباق لم يكن حدثا عابرا أو مرة واحدة، بل سنة حميدة من مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم. رزقنا اتباع سنته، والاقتداء به، صلوات الله وسلامه عليه.
لهذا فلا مانع للمرأة من ممارسة الرياضة في حديقة أو في الأندية، ومعها زوجها أو أختها، مادامت ملتزمة بالاحتشام ولبس الحجاب ولا يتعرى منها عضو من أعضائها، وأن تحاط بالضوابط الشرعية التي تمنع الرجال من ملامستها أو التحرش بها أو الاختلاط بها ،لحماية المرأة وصيانة عرضها وكرامتها، وأن تبتعد كل البعد عن الألعاب العنيفة والمؤذية التي قد تعود عليها بالضرر.