الغيرة حالة طبيعية عند كل البشر، فهي شعور إنساني مثل باقي المشاعر تصيب الإنسان اتجاه أقرب الناس إليه، كزوجته وأخته وصديقته، تكون غيرة من الشيء، تتمنى أن تحصل على مثله، أو أنسانا تخاف أن تفقده، أو قد تكون هذه الغيرة ناتجة عن منافسة في العمل، بشرط أن تكون بحدود معينة وبصورة أخلاقية، ويجب أن تتحكم بضوابط لا يجوز تجاوزها، حسب ما صرح به الدكتور محسن بن يشو.
وأضاف ذات المتحدث أنه بمجرد ما تتحول هذه الغيرة الطبيعية إلى غيرة مبنية على شكوك وقيود بشكل مبالغ فيه وغير مفهوم، هنا تتحول إلى حالة مرضية عند الشخص قد تؤدي إلى تصرفات عدوانية وانفعالات قاسية، تفقده القدرة على التركيز، ويصبح مهووسا بالبحث في كل صغيرة وكبيرة من أجل تأكيد معتقداته وصحة غيرته.
وتابع الدكتور محسن بن يشو “أن الغيرة المرضية هي نوع من أنواع الاضطرابات الذهانية، وهو من بين الأمراض النفسية المنتشرة في مجتمعنا، لكن للأسف ملامحه تبقى غير واضحة للعيان، لكونها تصيب الأشخاص الذين غالبا ما يتمتعون بشخصية تحظى بتقدير داخل المجتمع، لذلك نجد أن أغلب المصابين بهذا الشعور لديهم اعتقاد بالعظمة والأهمية بالمقارنة مع باقي الناس، علما أن الغيرة المرضية وبحسب الحالات التي أستقبلها في عيادتي موجودة في صفوف الرجال أكثر من النساء.