تخيلوا أن تتحول لحظات استيقاظكم إلى معارك متواصلة، يكون فيها النوم هو الخصم الذي يترصدكم في كل لحظة. ماذا لو غلبكم النوم فجأة أثناء قيادة السيارة أو خلال اجتماع مهم؟ قد تبدو هذه الأفكار وكأنها مقتبسة من فيلم كوميدي، لكنها واقع مؤلم يعيشه من يعاني من اضطراب النوم القهري.
- ما هو اضطراب النوم القهري؟
اضطراب النوم القهري، أو “الناركوليبسي”، هو اضطراب عصبي نادر يصيب نحو شخص واحد من كل 2000 شخص حول العالم. يحدث نتيجة نقص مادة “الهيبوكريتين” في الدماغ، وهي المسؤولة عن تنظيم دورات النوم والاستيقاظ.
يؤدي هذا النقص إلى نوبات نوم مفاجئة وغير متوقعة، ما يعرّض المصابين لصعوبات يومية قد تصل إلى تهديد حياتهم في بعض المواقف.
•أعراض اضطراب النوم القهري:
-نوبات النوم المفاجئة: ينام المصاب في أماكن وأوقات غير متوقعة، حتى في مواقف غير ملائمة.
-الشلل النومي: حالة شلل مؤقتة تحدث عند النوم أو الاستيقاظ، تُشعر الشخص بالعجز التام عن الحركة، مما يولد شعورًا بالخوف.
-الأحلام الحية: يعاني المصابون من أحلام شديدة الوضوح ومخيفة تحدث في بداية النوم أو عند الاستيقاظ بسبب دخولهم بسرعة في مرحلة النوم العميق.
-نقص الطاقة والتعب المستمر: على الرغم من حصولهم على ساعات نوم كافية، يظل المصابون يشعرون بالإرهاق طوال النهار.
•كيف يتم علاج اضطراب النوم القهري؟
رغم عدم وجود علاج نهائي للناركوليبسي، هناك عدة أساليب تساعد في السيطرة على الأعراض وتحسين جودة حياة المصاب:
-العلاج الدوائي: يعتمد المصابون على أدوية لتحفيز الجهاز العصبي المركزي، مما يساعدهم على البقاء يقظين خلال النهار.
-العلاج السلوكي: يتضمن تنظيم أوقات النوم بما في ذلك قيلولات قصيرة خلال النهار لتقليل نوبات النوم المفاجئة.
-الدعم النفسي: يُعد الدعم النفسي جزءًا أساسيًا لمساعدة المصابين على تقبّل حالتهم والتكيف معها.
في الختام اضطراب النوم القهري ليس مجرد رغبة غير عادية في النوم، بل هو حالة طبية حقيقية تؤثر بشكل عميق في حياة المصابين به، وتستدعي دعمًا وتفهمًا من المجتمع لمساعدتهم على التكيف وتجنب المخاطر التي قد يواجهونها. وبينما لا توجد حلول قاطعة، فإن الخيارات العلاجية تمنح المصابين فرصة لاستعادة بعض السيطرة على حياتهم.
إذا كنتم تعرفون شخصًا يعاني من هذا الاضطراب، فلا تترددوا في مساندته. فقد يشعر المصابون بالحرج والإحباط من نوبات النوم المفاجئة، ومن خلال تعاطفكم وتفهمكم، قد تُحدثون فرقًا كبيرًا في رحلتهم نحو حياة أفضل.
خولة سباعي