أثار ظهور سمكة نادرة تعرف باسم “سمكة يوم القيامة” على شواطئ المكسيك في الأيام الأخيرة موجة من القلق والهلع بين السكان المحليين. هذه السمكة، التي تعرف علمياً باسم “سمكة المجداف” (Oarfish)، تتميز بحجمها الضخم وشكلها الغريب. الشيء الذي جعلها محط اهتمام الأساطير والخرافات عبر التاريخ. ولكن، هل هذا الظهور نذير شؤم يحذر من كارثة طبيعية قريبة، أم أنه مجرد صدفة بحتة؟
ظهور السمكة وردود الفعل
تم رصد سمكة المجداف على شاطئ سياحي في المكسيك من قبل اثنين من راكبي الأمواج. كانت السمكة لا تزال على قيد الحياة، لكنها بدت مصابة في ذيلها. بسرعة، قام الشابان بمساعدة السمكة وإعادتها إلى البحر باستخدام ألواح التزلج الخاصة بهما. ومع ذلك، سرعان ما انتشرت أخبار هذا الاكتشاف، مما أثار مخاوف من حدوث كارثة طبيعية وشيكة، خاصة في ظل الأساطير التي تربط بين ظهور هذه السمكة والزلازل أو التسونامي.
قال أحد السكان المحليين، الذي شهد الحادثة:
“إنهم يقولون إن هذه السمكة تظهر عندما يكون تسونامي قوي على وشك الحدوث.”
تقرؤون أيضا : عريس مصري يحتفل بزواجه من 3 نساء في يوم واحد و هكذا أقنعهن بذلك “فيديو”
الأسطورة والواقع
في الثقافة اليابانية، تعرف سمكة المجداف باسم “رسول قصر إله البحر”. ويعتقد أنها تظهر كتحذير من وقوع زلازل أو كوارث طبيعية. هذه الأسطورة تعود إلى قرون، لكنها اكتسبت زخماً أكبر بعد أن تم العثور على 20 سمكة مجدافية على شواطئ اليابان قبل أشهر من الزلزال المدمر والتسونامي الذي ضرب البلاد في مارس 2011، مما أسفر عن مقتل أكثر من 15 ألف شخص.
ومع ذلك، يشير العلماء إلى عدم وجود دليل علمي قاطع يثبت وجود علاقة مباشرة بين ظهور هذه الأسماك والكوارث الطبيعية. بل إن بعض الباحثين يعتقدون أن زيادة عدد مشاهدات سمكة المجداف قد تكون مرتبطة بتغيرات في الظروف البحرية. مثل دورات “النينيو” و”النينيا”، أو بسبب إصابة السمكة أو مرضها، مما يجعلها تطفو إلى السطح.
السمكة من منظور علمي
سمكة المجداف هي واحدة من أطول الأسماك في المحيط، حيث يمكن أن يصل طولها إلى أزيد من 10 أمتار ووزنها إلى أكثر من200 كيلوغرام . تعيش هذه السمكة في أعماق تتراوح بين 199.95 و 999.74 متر تحت سطح البحر، ونادراً ما تظهر بالقرب من السطح إلا إذا كانت في حالة ضعف أو مرض. جسدها الفضي اللامع وزعانفها الحمراء الزاهية تجعلها تبدو ككائن أسطوري، مما يضفي عليها هالة من الغموض.
هل يجب أن نقلق؟
بالرغم من الأساطير المحيطة بسمكة المجداف، فإن العلماء يؤكدون أن ظهورها ليس بالضرورة مؤشراً على كارثة قريبة. في الواقع، تم تسجيل عدة حالات لظهور هذه السمكة دون أن يتبعها أي أحداث زلزالية كبيرة. على سبيل المثال، تم العثور على سمكة مجدافية في كاليفورنيا في نوفمبر 2024، وبعد شهرين فقط وقع زلزال بقوة 7.0 درجات، لكن الباحثين يرون أن هذه الحوادث قد تكون مجرد مصادفات.
في الختام ظهور سمكة “يوم القيامة” في المكسيك يظل حدثاً مثيراً للاهتمام، سواء من الناحية العلمية أو الثقافية. بينما تثير الأساطير مخاوف الناس، فإن العلم يقدم تفسيرات أكثر واقعية. في النهاية، قد يكون هذا الظهور مجرد تذكير بمدى غموض المحيطات وقدرتها على إبهارنا وإثارة فضولنا، دون أن يكون بالضرورة نذير شؤم.
لذا، بدلاً من الخوف، يمكننا أن ننظر إلى هذا الحدث كفرصة لفهم أفضل لهذه الكائنات الغامضة والعالم الساحر الذي تعيش فيه.