استيقظت أليثيا بريدن، 58 عامًا، في يوم غير متوقع لتجد حياتها قد تغيرت تمامًا. فقد اكتسبت فجأة لكنة إيطالية قوية رغم أنها لم تزر إيطاليا يومًا أو تتعلم لغتها.
تشخيص فريد وعلاج جراحي
في مايو الماضي، استيقظ وينستون ليجد زوجته فاقدة للوعي، مع شلل واضح في الجانب الأيمن من وجهها. ما تبين لاحقًا هو إصابتها بسكتة دماغية نادرة غيرت حياتها تمامًا.
بعد نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى، اكتشف الأطباء أن سبب السكتة هو شبكة الشريان السباتي، وهو تشوه نادر في الرقبة يعيق تدفق الدم إلى الدماغ. في غشت، خضعت لجراحة لإزالة هذا التشوه. وبينما كانت تستعيد عافيتها في العناية المركزة، حدث ما لم يتوقعه أحد.
عودة الكلام بلكنة غريبة
استيقظت أليثيا وبدأت تتحدث مجددًا بعد صمت دام ثلاثة أشهر. لكن المفاجأة كانت في نبرة صوتها، حيث أصبحت تتحدث بلكنة إيطالية قوية، رغم أنها لم تزر إيطاليا يومًا أو تتعلم لغتها.
تشير التقارير الطبية إلى أنها تعاني من متلازمة اللكنة الأجنبية، وهي حالة نادرة تجعل المصاب يتحدث بلكنة مختلفة تمامًا بعد إصابة في الدماغ. ووفقًا لخدمة الصحة الوطنية البريطانية، غالبًا ما ترتبط هذه الحالة بإصابات تؤثر على مراكز اللغة في الدماغ.
الجانب النفسي والاجتماعي
رغم أن الأطباء وصفوها بـ”المعجزة الطبية”، إلا أن أليثيا تعاني نفسيًا. تقول: “لم أعد أشعر أنني أنا. حتى ضحكتي تغيرت. أشعر وكأنني غريبة في جسدي”.
تشير أليثيا إلى أن هذه التجربة أفقدتها جزءًا كبيرًا من هويتها، حيث تجد نفسها مجبرة على شرح قصتها مرارًا وتكرارًا لكل من تقابله.
الدعم والأمل
تلقت أليثيا دعمًا كبيرًا من جمعية السكتات الدماغية، بما في ذلك زيارات منزلية وجلسات دعم جماعي، ساعدتها على تقبل واقعها الجديد. ومع ذلك، لا يزال الأمل يراودها يوميًا لاستعادة صوتها الأصلي.
ندرة تستحق الدراسة
قصة أليثيا تسلط الضوء على مدى تعقيد الدماغ البشري. تُعد متلازمة اللكنة الأجنبية من الحالات الطبية النادرة جدًا، إذ سُجلت أقل من 100 حالة حول العالم. تحتاج هذه الظاهرة إلى مزيد من الدراسات لفهم آلياتها وتأثيرها النفسي والاجتماعي.
رسالة توعية
إذا كنت تعرف شخصًا أصيب بسكتة دماغية، فمن المهم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي له، لأن التحديات قد تتجاوز الأعراض الجسدية إلى تأثيرات عميقة على هويته وحياته اليومية.
ملحوظة: السكتات الدماغية قد تحدث فجأة وتحتاج إلى استجابة سريعة. إذا لاحظت أعراضًا مثل ضعف أو شلل مفاجئ، صعوبة في التحدث، أو تدلّي الوجه، اتصل بالطوارئ فورًا.