احتضنت مدينة الدار البيضاء، مساء الخميس، ملتقى هامًا بمناسبة اليوم العالمي لصحة الفم و اللثة والأسنان. حيث شدد المشاركون على ضرورة تعزيز التوعية وتحسين سبل الولوج إلى العلاجات الطبية.
وشهد هذا الحدث، الذي جمع نخبة من أطباء الأسنان والخبراء في المجال، مناقشات معمقة حول أهمية صحة الفم وتأثيرها على الصحة العامة. مع تسليط الضوء على التحديات التي تواجه القطاع في المغرب، خاصة فيما يتعلق بالوقاية والعلاج.
الاحتفال باليوم العالمي لصحة الفم والأسنان
في تصريح خاص لمنبرنا الإعلامي، أوضحت الدكتورة نوال ربيعي، رئيسة الجمعية المغربية لوقاية الفم والأسنان ورئيسة المنظمة الأفريقية الجهوية لطب الأسنان، أن الاحتفال باليوم العالمي لصحة الفم والأسنان هو مبادرة دولية أطلقتها الفيدرالية الدولية لطب الأسنان منذ عام 2007، وتحتفل بها 209 دول حول العالم يوم 20 مارس من كل عام.
وأكدت ربيعي أن الهدف الرئيسي من هذا اليوم هو ترسيخ ثقافة الوعي لدى المواطنين حول أهمية صحة الفم والأسنان ومدى تأثيرها على الصحة العامة. وأضافت أن البرنامج التوعوي المصاحب لهذا اليوم يركز على مختلف الفئات العمرية، من الأطفال والنساء إلى الرياضيين وكبار السن وحتى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، وذلك من خلال خطابات توعوية موجهة لكل فئة على حدة.
وأشارت إلى أن هذا اليوم لا يقتصر فقط على توعية المواطنين، بل يشمل أيضًا تكوين وتأهيل مهنيي صحة الفم والأسنان. من طلاب كليات الطب والأساتذة الجامعيين إلى أطباء الأسنان في القطاعين العام والخاص، بهدف تمكينهم من حمل رسالة التوعية إلى المجتمع.
تقرؤون أيضا :افتح فمك.. فقد يكشف سرك!
أرقام مقلقة حول صحة الفم والأسنان في المغرب
من جانبه، سلط الدكتور بادي رضوان، الكاتب العام للمجلس الوطني لهيئة أطباء الأسنان الوطنية، الضوء على انتشار أمراض الفم والأسنان في المغرب. مشيرًا إلى أن الاحتفال هذا العام يأتي تحت شعار “فم جميل.. عقل جميل”.
واستعرض الدكتور رضوان بعض الإحصائيات التي كشفت عنها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية. والتي أظهرت أن 81% من الأطفال المغاربة الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا يعانون من تسوس الأسنان. في حين أن 91% من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و44 سنة يعانون من أمراض اللثة والأسنان. وأكد أن هذه الأرقام تعكس الحاجة الملحة لتعزيز برامج الوقاية والعلاج.
العناية اليومية بالأسنان: حجر الأساس للوقاية
وفي سياق متصل، شددت الدكتورة بشرى عباسي على أهمية العناية اليومية بالأسنان للحفاظ على صحة الفم. وأوصت بضرورة استخدام فرشاة الأسنان بانتظام، معجون غني بالفلورايد، وتنظيف الأسنان بالطريقة الصحيحة. مؤكدة أن تنظيف الأسنان بطريقة خاطئة قد يؤدي إلى تدهور صحة اللثة وزيادة خطر الإصابة بأمراض الفم.
ختام الملتقى: دعوة لتضافر الجهود
في ختام الملتقى، أكد المشاركون على ضرورة تضافر الجهود بين جميع الفاعلين في المجال. من أطباء وصناع قرار وجمعيات متخصصة، لضمان الولوج العادل إلى العلاجات الطبية وتعزيز التوعية بصحة الفم والأسنان.
ويظل هذا اليوم العالمي مناسبة سنوية للتأكيد على أهمية صحة الفم كجزء لا يتجزأ من الصحة العام. ولحث الأفراد على اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحفاظ على ابتسامتهم وصحتهم.