استيقظ سكان مدينة الدروة اليوم على وقع حادث مأساوي ترك أثرًا عميقًا في نفوس الجميع، إذ أقدم رجل في الخمسينيات من عمره على قتل زوجته بطريقة بشعة، ثم حاول إنهاء حياته في مشهد مروع يجسد انهيارًا كاملاً في العلاقة الزوجية، محوّلًا حياة الأسرة إلى كابوس لا يُنسى.
لا يعلم أحد الى الآن سبب الخلاف ،فقد كان الزوجان لوحدهما في المنزل ، في حين كانت ابنتهما تقضي الليلة لدى عمتها. حاولت الابنة الاتصال بهما في الصباح، لكن لم تتلقَ أي رد، مما أثار قلقها ودفعها للذهاب إلى منزل والديها برفقة عمتها. لتصدم بمشهد صادم، حيث وجدت والدتها جثة هامدة،غارقة في دمائها ، بينما كان والدها مصاب بإصابة خطيرة في الرأس بعد محاولته إنهاء حياته .
المشهد المؤلم ترك أثرًا عميقًا في نفوس الجميع، وكان صدمة لكل من عرف الزوجين. تم نقل الجاني إلى مستشفى ابن رشد في الدار البيضاء لتلقي العلاج، تاركًا خلفه أسئلة بلا إجابات وجراحًا لن تلتئم في قلوب عائلته وجيرانه ، أما الضحية فقد نقلت لمستودع الأموات .
لا زالت الشرطة تعمل على جمع المعلومات لفهم ملابسات الحادث، في محاولة لاكتشاف الدوافع التي قد تدفع رجلًا إلى ارتكاب فعل كهذا ضد شريكة حياته. لكن تبقى الأسئلة تتردد: هل يمكن حقًا فهم أسباب هذا الفعل الشنيع؟ وما الذي دار في ذهن الزوج حينما اتخذ هذا القرار المأساوي؟
هذه الجريمة ليست مجرد حادث عابر، بل هي دعوة للتأمل في العلاقات الأسرية وضرورة الحوار والتواصل بين الأزواج. هناك الكثير من الأسر التي تعيش قصصًا مؤلمة خلف الأبواب المغلقة، مما قد يؤدي أحيانًا إلى نتائج مأساوية.
ستبقى هذه الفاجعة عالقة في أذهان سكان دار الأمان، تذكيرًا بالحاجة إلى النظر في واقعنا الاجتماعي والنفسي والعمل على بناء مجتمعات أكثر سلامًا واستقرارًا ، مجتمعات لا تكتم مشاعرها لتنفجر بل تحل مشاكلها بالاستعانة بمختصين كأطباء نفسيين و مستشاري الزواج.
خولة سباعي