يقال إن الغيرة عنوان الحب، لكن عندما تزداد حدتها لتصل إلى درجة غيرة الزوج على زوجته من أولادهما، فهنا علينا أن تقف وقفة استفهام وتساؤل عن الأسباب الاجتماعية والنفسية المؤدية إلى تفاقم هذا الشعور، والذي من الممكن أن يتحول إلى حالة مرضية مستعصية تستحيل معها الحياة الزوجية.
أن يغار الرجل على زوجته من أي رجل اخر، فهو حق شرعي متفق عليه ولا جدال حوله في جميع الأديان والمجتمعات، لكن أن يغار الزوج من أولاده على زوجته، فهو وضع يعتبر غير مقبول. مجلة “لالة فاطمة” استمعت لتفاصيل حكايات نساء مازلن يعشن مرارة هذه المشاعر مع أزواجهن، وأخريات وجدن حلا فوريا للوضع.
يغار من ابننا الأول
تقول عائشة وهي أم لطفلين، بأنها منذ فترة الخطوبة وهي تلاحظ ردات فعل زوجها التي تنم عن غيرة كبيرة حول أي مبادرة يقوم بها عمي وأولاده تحاهي، فأنا اعتبر أختهم بحكم أننا ترعرعنا معا في بيت واحد، لكن خطيبها وقتها كان ينزعج من كلامها معهم، إلا أنها لم تعر للأمر أهمية وقتها، بل على العكس من ذلك أعجبتها فكرة غيرته عليها، تقول عائشة بأنه بعد سنة من زواجهما رزقا بطفل. وبحكم أنه ابنها الأول فقد أغدقت عليه الكثير من الحب والاهتمام، مما استلزم منها نخصيص وقت كبير لابنها. وهو ما انعكس على علاقتها بزوجها الذي أصبح ينهرها عقب كل لمسة أو اهتمام توجهه لابنها في وجوده، بل وصل تأنيبه لها لدرجة أنه أصبح يتهمها بأنها تزوجته لكي تنجب منه فقط، وبأنها لم تعد تحمل أية مشاعر تجاهه. حاولت مرارا تقول عائشة أن توضح له بأن عاطفة الأمومة شيء مختلف عن الحب الذي يجمعهما، وبأن حبها لطفلهما لن يغير شيئا من مشاعرها تجاهه، إلا أنها بدأت تشعر مع مرور الوقت بأنه أصبح يوما بعد يوم يبتعد عن ابننا لأنه يعتبره المسؤول عن سوء العلاقة، وأنا الان مازلت حائرة بينهما.