زواج المصلحة ،ارتباط خال من مشاعر المحبة ،التي تقوي العشرة بين أثنين ، يسوده الاستغلال والحذر وغياب الثقة في الآخر ،إلى أن ينتهي غير مأسوف عليه .لأنه ببساطة انبنى على المصلحة وليس على الحب ودوام العشرة وأسس أسرة تتفرع منها أسر ،وتشكل نواة مجتمعية حقيقية .
مجتمعات عشائرية
ويرى علي شعباني ،أستاذ باحث في علم الاجتماع ،أن زواج المصلحة ،كان حاضرا دائما في الكثير من المجتمعات، وبصفة خاصة تلك المجتمعات المحافظة والمتشبتة بالتقاليد والثقافات التقليدية والعلاقات القرابية.
فالزواج الداخلي(الأندوغامي)، يضيف علي الشعباني ،أي الزواج من داخل الأسرة أو من نفس العشيرة أو القبيلة أو الطائفة الدينية أو العرقية، كان ولا يزال حاضرا في هذه المجتمعات المشار إليها، وذلك دائما من أجل الحفاظ على المصالح المشتركة، والرغبة في إقفال الباب على الدخلاء والأجانب.
أما في العصر الحاضر فإن زواج المصالح بدأ يأخذ منحى آخر، بعيدا عن القرابات الدموية أو العشائرية أو العرقية، ليتقمص أدوار المصالح الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية.
لا يهتم بالعواطف
إن زواج المصالح، يستطرد أستاذ علم الاجتماع ،لا يراعي ولا يهتم كثيرا بعواطف وميولات ورغبات الأبناء أو البنات التي يرغب آباؤهم تزويجهم لمن يرتبطون معهم بمصالح مشتركة، أو لمن يرغبون المصاهرة معهم من العائلات ذات النفوذ والجاه المادي والاجتماعي أو السياسي.
لقد غاب الحب وظهرت المصلحة، لكن لا يمكن اعتبار هذه القاعدة بأنها عامة، ولكنها أصبحت شائعة في العصر الحاضر، بدأت تضمحل تلك القيم النبيلة للزواج، وحضرت المنافع المادية وغيرها من وراء الزواج، ولو كان لمدة قصيرة. لم يعد الزواج اليوم، عند العديد من الناس، يراعي تلك القيم الدينية والوطنية، بل أصبح يرمي إلى تحقيق مصالح ومنافع اجتماعية واقتصادية وغيرها، أينا وجدت ومع من وجدت.