يعيش العديد من الأزواج كزملاء في العمل وشركاء داخل المنزل، يتقاسمون الحياة الزوجية والمهنية معا، مما يطرح الكثير من التساؤلات عن حياتهم. فهل هم سعداء بوجودهم معا لفترة طويلة أم أن لذلك تأثيرا على حياتهم؟ هل بينهم انسجام وتلاحم أم تباعد وشقاق؟ هل يتنافسون أم يكملون بعضهم البعض؟ هل تسود علاقتهم لغة العقل والمنطق أم تتحكم فيها مشاعر الغيرة خاصة في ظل التنافسية المهنية؟ لالة فاطمة تناقش عبر هذا التحقيق زواج المهنة الواحدة، وتقربكم أكثر من حياة زملاء في العمل وأزواج داخل البيت.
مراتي خدامة معايا
اختلفت آراء أزواج المهنة الواحدة ممن التقتهم “لالة فاطمة”، بين من يرى أن العمل المشترك بين الزوجين يؤدي لمزيد من الانسجام، بسبب الترابط بين الزوجين في البيت والعمل، وبالتالي مزيد من النجاح في الحياة الزوجية، وبين من يؤكد أن عمل الزوجين معا يؤدي للملل، ونشوب الخلافات الأسرية اليومية بسبب عدم شعورهم بالتلقائية والعفوية.
توافق وتكامل
يؤكد الدكتور محمد، طبيب نساء والمتزوج بطالبة في الطب بنفس تخصصه لـ”لالة فاطمة”، أنه يحترم عمل زوجته بشكل كبير، وهي تتفهم ظروف عمله وغيابه عن المنزل لفترة طويلة، سواء بسبب العمل أو التحصيل العلمي. مشيرا إلى أن هناك نوعا من التوافق والتفاهم والتكامل الكبير بينهما، وأن هناك تبادلا للخبرات والأفكار بينهما. يقول الدكتور محمد: “إن زواج أبناء المهنة الواحدة ناجح بشكل كبير، وإيجابياته أكثر من سلبياته، شريطة تفهم الأزواج لطبيعة العمل الذي يزاولوه وفصل الحياة المهنية عن الشخصية”.
عامل نجاح
وتوافق هاجر الدكتور محمد الرأي نفسه، هي الصحفية المتزوجة بإعلامي أيضا، وتؤكد أنها تحترم عمل زوجها الذي يعمل في إحدى الجرائد، وتتفهم ظروف عمله، موضحة أن زوجها هو الآخر يراعي طبيعة عملها، ويتفهم وجودها خارج البيت في العمل أثناء تغطياتها الصحفية، موضحة أن زواج المهنة الواحدة قد يكون عاملا للنجاح في حياة الزوجين.
ولم تخف هاجر بعض سلبيات هذا الزواج، والتي أجملتها في استغراق الزوجين في التفكير والحديث المهني على حساب الأحاديث العائلية والعاطفية، التي قد تضيع في تداخل المهنية مع الزوجية، وهو ما قد يكون له تأثيراته على الأبناء وحاجتهم لعلاقة عائلية منفصلة عن أجواء العمل.
قرار خاطئ
وبخلاف الدكتور محمد وهاجر، فإن الأوراق اختلطت على أسماء التي لم تعد تفرق بين المنزل ومكان العمل، هي التي تشتغل رفقة زوجها في مجال المعلوميات، تقول أسماء “أحيانا أفقد السيطرة وأتحدث إلى زوجي بصوت عالي أمام زملائنا، وقد أصرخ في وجهه بسبب تصرفاته غير المعقولة”، تضيف أسماء “أشعر في كثير من الأحيان أنني أسلب منه حريته، كما أنني أغار عليه كلما التحقت بالعمل زميلة جديدة غير متزوجة، بل أحيانا هو من يتعمد استفزازي أمام زملائنا، مما يتأكد لي يوما عن يوم أن قرار الزواج بزميل لي كان قرارا خاطئا، جعلني أفكر في الطلاق، خاصة وأننا لم نرزق بأطفال حتى الآن”.
الغيرة المهنية
إذا كانت أسماء لم تتوفق في اختيار الارتباط بزميل في العمل، وصلت حد التفكير في الانفصال، فإن تجربة كوثر وأحمد اللذين يشتغلان في سلك الأمن، كانت أكثر سلبية بالرغم من كون الطرفين يؤكدان أن اختيارهما صائب. يقول أحمد “كنا زملاء بالعمل، لكن كوثر تابعت دراستها لتصبح بعد ثلاث سنوات زواج، رئيستي في العمل. وهو ما لم أتقبله، فطلبت نقلي لمدينة أخرى، مما زاد من معاناتنا أكثر، ليكون الطلاق هو الحل”. بين سلبيات وإيجابيات زواج المهنة الواحدة، يبقى التفاهم والحوار ومراعاة ظروف العمل أهم أسباب نجاح أية علاقة