سرطان الثدي مرض يخيف النساء أكثر من أي مرض آخر. ولكن ثمة ما يبعث على التفاؤل والأمل الآن، أكثر مما كان عليه الوضع في الماضي. إذ توصل الأطباء إلى إنجازات كبيرة في مجالي الكشف المبكر والعلاج لهذا المرض، فانخفض عدد الوفيات بسببه، عن المرض او أسبابه وكيفية العلاج، يوضح لنا الدكتور محمد المرشد، اختصاصي في الأمراض السرطانية.
حدثنا عن المرض؟
كان الكشف عن سرطان الثدي يعني استئصال الثدي بالكامل، الإزالة الكاملة لجميع أنسجة الثدي مع الغدد اللمفاوية الموجودة في الإبط والعضلات تحت الثدي.
أما اليوم، فإن عمليات استئصال الثدي كاملا لا تجرى إلا في حالات نادرة. وبدلا من ذلك، هنالك اليوم مجموعة واسعة، أفضل وأكثر تنوعا، من العلاجات، إذ أن غالبية النساء ملائمات لعمليات جراحية للمحافظة على الثدي.
ما هي أعراض سرطان الثدي؟
الوعي واليقظة للأعراض والعلامات المبكرة من سرطان الثدي يمكن أن ينقذا حياتك. فحين يتم الكشف عن المرض في مراحله الأولية المبكرة، تكون تشكيلة العلاجات المتاحة أوسع وأكثر تنوعا، كما تكون فرص الشفاء التام كبيرة جدا.
معظم الكتل التي يتم اكتشافها في الثدي ليست خبيثة. ومع ذلك، فإن العلامة المبكرة الأكثر شيوعا لمرض سرطان الثدي، هي ظهور كتلة أو تكشف عن نسيج الثدي، هذه الكتلة غير مؤلمة، غالبا.
من بين الأعراض أيضا:
• إفراز مادة شفافة أو مشابهة للدم من الحلمة.
• تراجع الحلمة أو تسننها
• تغير حجم أو ملامح الثدي
• تسطح أو تسنن الجلد الذي يغطي الثدي
• ظهور احمرار أو ما يشبه الجلد المجعد على سطح الثدي، مثل قشرة البرتقال.
إذا لاحظت وجود كتلة أو تغير، أيا كان، في ثديك حتى لو كانت نتيجة التصوير الشعاعي الأخير للثدي (ماموغرافيا) سليمة، عليك الاتصال بالطبيب لتقييم الوضع. إذا لم تتجاوزي، بعد سن اليأس، انقطاع الطمث، فقد يكون من الأفضل الانتظار لمدة دورة حیض واحدة قبل مراجعة طبيباك. ولكن، إذا لم تختف التغيرات في الثدي بعد شهر، فمن الضروري التوجه إلى الطبيب لتقييم الوضع.
ما هي إذن أسباب وعوامل خطر سرطان الثدي؟
في معظم الحالات، ليس واضحا السبب الذي يجعل خلايا سليمة في نسيج الثدي تتحول إلى خلايا سرطانية.
سرطان الثدي يعني أن عددا من خلايا الثدي بدأت تتكاثر بشكل غير طبيعي. هذه الخلايا تنقسم بسرعة أكبر من الخلايا السليمة، ويمكن أن تبدأ في الانتشار في جميع أنحاء نسيج الثدي، إلى داخل الغدد اللمفاوية، بل وإلى أعضاء أخرى في الجسم.
قد تطرأ التغيرات الجينية، أيضا، جراء التعرض لمواد مسببة للسرطان، مثل بعض الهيدروكربونيات، الموجودة في التبغ واللحوم الحمراء المتفحمة.
السن والفترة المحددة من مرحلة انقطاع الطمث قد تؤثران على كثافة نسيج الثدي. لدى الشابات، عادة أعلى منها لدى النساء المتقدمات في السن.
وللهورمونات أيضا تأثير على هذا، كلما كانت مستويات الهرمونات أعلى، كلما كانت كثافة نسيج الثدي أعلى. وبالرغم من هذا، فإن خطر الإصابة بمرض سرطان الثدي بسبب الكثافة العالية في نسيج الثدي يزداد بنسبة ضئيلة فقط.
كيف تكون الوقاية من سرطان الثدي؟
لا شيء يمكنه أن يضمن عدم الإصابة بسرطان الثدي. ولكن هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
الوقاية بوسائل كيماوية: تعني استخدام أدوية لتقليص مخاطر الإصابة بمرض سرطان الثدي.
الجراحة كإجراء وقائي: على الرغم من كون الجراحة إجراء مبالغ فيه، إلا أن العملية الجراحية كإجراء وقائي يمكنها الحد من خطر الإصابة بمرض سرطان الثدي لدى النساء الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
ماذا عن العلاج؟
تتوفر اليوم تشكيلة منوعة من العلاجات لكل مرحلة من مراحل المرض. غالبية النساء تخضع لعمليات جراحية الاستئصال الثدي، بالإضافة إلى العلاج الكيماوي، الإشعاعي أو العلاج الهرموني. كما أن هناك أيضا مجموعة متنوعة من العلاجات التجريبية لهذا النوع من السرطان.