شهدت مدينة أشافنبورغ البافارية جنوب ألمانيا واحدة من أبشع الجرائم . حيث تحول منتزه “شونتال” الهادئ يوم الأربعاء 22 يناير إلى مسرح لجريمة صادمة خلّفت وراءها مأساة مؤلمة.
شاب أفغاني، يبلغ من العمر 28 عامًا ويقيم كطالب لجوء، ارتكب هجومًا مسلحًا بسكين أسفر عن مقتل رجل في الـ41 من عمره وطفل مغربي لم يتجاوز السنتين، بينما أصيب شخصان آخران بجروح خطيرة. تفاصيل الجريمة المروعة بدأت في الساعة 11:45 صباحًا، وفق ما أعلنته الشرطة الألمانية على منصة “إكس”. حيث تم القبض على المشتبه به فورًا، دون الإفصاح عن دوافعه التي لا تزال غامضة حتى اللحظة.
لكن القصة لم تتوقف عند هذا الحد. مصدر صحفي مغربي مقيم في ألمانيا كشف أن الطفل المغربي كان مستهدفًا بشكل مباشر، في إشارة تفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول طبيعة ودوافع الجريمة. رغم ذلك، التزمت الشرطة الألمانية الصمت بشأن الدوافع، مؤكدة أن التحقيقات تجرى “بسرعة ودقة” لفك لغز هذه الحادثة المفجعة.
اضطرابات نفسية أم تقصير أمني؟
وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية “د ب أ”، أظهرت التحقيقات الأولية أن المشتبه به كان يعاني من اضطرابات نفسية واضحة قبل ارتكاب الجريمة. وبينما كان يقيم في مركز لجوء قريب من موقع الحادث. أثيرت تساؤلات حادة حول كيفية تعامل السلطات مع ملفه الصحي، خصوصًا مع تأكيد مجلة “دير شبيغل” أن حالته النفسية كانت معروفة مسبقًا.
هذه الجريمة المروعة ألقت بظلالها على ملف اللجوء والهجرة في ألمانيا. وأثارت موجة من الانتقادات حول إجراءات مراقبة طالبي اللجوء الذين يعانون من مشاكل نفسية. ما يطرح تساؤلًا حاسمًا: كيف تترك مثل هذه الحالات دون مراقبة دقيقة تجنب المجتمع كوارث كهذه؟
تقرؤون أيضا : زوج ينهي حياة زوجته في نواحي الجديدة لأنها رفضت زواجه من ثانية
صدمة في ألمانيا والمغرب
الجريمة أثارت حالة من الحزن والغضب في كل من ألمانيا والمغرب. فالطفل المغربي الذي لم يكن سوى براءة صغيرة في هذا العالم، أصبح رمزًا لمأساة تهز الضمير الإنساني. بينما تتزايد المطالب الشعبية في ألمانيا بتشديد الأمن في الأماكن العامة وتعزيز الحماية للأطفال. تتوجه الأنظار إلى السلطات الألمانية وكيفية تعاملها مع هذا الملف الحساس في المستقبل.
التحقيقات مستمرة والآمال معلقة على العدالة
وسط متابعة إعلامية مكثفة، تتواصل التحقيقات على أمل كشف كامل التفاصيل وتقديم المشتبه به للعدالة في أقرب وقت. الجريمة لم تظهر فقط الحاجة إلى تحسين سياسات اللجوء والاندماج. بل سلطت الضوء أيضًا على أهمية توفير الدعم النفسي اللازم لطالبي اللجوء، حمايةً للمجتمع ولهم أنفسهم.
ما حدث في أشافنبورغ ليس مجرد جريمة، بل جرس إنذار يذكرنا جميعًا بأن الأمن النفسي والاجتماعي مسؤولية جماعية لا يمكن تجاهلها.