أنت امرأة مطلقة، إذن أنت فاشلة. هكذا ينظر إلى المرأة المطلقة في الكثير من مناطق المغرب ويصعب عليها أن تجد فرصة أخرى للزواج، وكأنها تتحمل مسؤولية أمر الطلاق لوحدها، لتجد نفسها محاطة بمجتمع ينظر إليها نظرة حذرة، وأحيانا كثيرة نظرة شك واتهام خطيرين، الشيء الذي يصعب معه أن تحظى بفرصة ثانية للزواج.
ينظر المجتمع المغربي إلى المرأة المطلقة، على أنها ارتكبت جرما لا يغتفر في حقه وحق نفسها، ويذهب العديد من الناس إلى اتهامها بكونها تجلب العار للمحيطين بها، فتصبح منبوذة، الشيء الذي يدخلها في دوامة من العقد النفسية ومن الإحساس بالذنب.
ويلعب الأهل عندنا دورا كبيرا في جعل المطلقة، تشعر بأنها غير مرغوب فيها، ويجعلونها تشعر أن احتضانها بينهم من جديد، أمر صعب وغير مستحب عندهم لكونها لم تحافظ على بيتها، ولم تصبر على حد تعبيرهم، ملصقين بها صفة المرأة الفاشلة.
ويبدو أن النظرة الدونية التي يحملها المجتمع المغربي للمطلقة، هي السبب الأساسي في عدم حصولها على فرصة ثانية للزواج، بحيث لا تتزوج مرة ثانية إلا في حالات نادرة أو عند بعض المناطق التي لا يشكل الطلاق بالنسبة إلى المرأة مشكلة ما، مثل جنوب المغرب بحيث لا تجد المطلقة مشكلة في الزواج لأن سمعتها لا تتأثر بالطلاق مطلقا، على اعتبار أن سيئات وإيجابيات الأمر تتقاسمها المرأة مع الرجل، بل أحيانا يتم إنصافها أكثر من هذا الأخير.
تقول عائشة 32سنة مطلقة منذ 4سنوات وتعيش مع خالتها، لم يطرق أحدهم بابي منذ طلاقي. في أول الأمر ظننت أن المسألة مسألة وقت، ولكن بعد مرور سنتين وبعد ما سمعته من أفواه الجيران عرفت أن زواجي مرة أخرى يعتبر بمثابة الحلم الذي لن يتحقق، وتضيف قائلة لقد اعتبرني الجميع مذنبة وأصبحت خالتي تستثقل وجودي، وسمعتي التي أصبحت تسبب لها هي الأخرى حرجا وسط الجيران، ولا أطن أن الرجال عندنا في المغرب يتزوجون المطلقات كيفما كان الحال.