هل فعلا تتغير الحياة الأسرية بعد وصول المولود، وما هو موقف الزوج حيال زوجته التي باتت تهتم بطفلها أكثر مما كانت تهتم به فيما سبق؟ وهل أنت كزوجة في ظل وصول المولود الجديد وعناء الولادة الحديثة ستفكرين في الاهتمام بزوجك؟ وهل سيتأثر الزوج بتغبر شكل جسمها نتيجة آثار الحمل؟ كل هذه الأسئلة سيجيبنا عنها الدكتور حاتم شرفي الإدريسي، أخصائي نفسي واجتماعي.
يقول الدكتور حاتم شرفي الإدريسي إن الغرائز الأساسية لدى المرأة خمس: الجوع، العطش، النوم، الجنس، الأمومة.
وتحتل الأمومة مكانة متقدمة جدا لديها، وهي غريزة لا توازيها أي غريزة لدى الرجل. فالأبوة ممارسة، وليست شيئا فطريا بالدرجة الأولى، لذلك فالغرائز السابقة ومنها الجنس تكون أكثر إلحاحا عنه، كما أن غريزة الأمومة تظل كامنة وغير محققة لدى المرأة لفترة طويلة من حياتها، وبمجرد أن تتحقق تتراجع الغرائز الباقية تلقائيا، ولو لفترة مؤقتة، ومن هنا فإن المرأة عقب ولادتها لأول مولود تتراجع لديها الرغبة الجنسية، وتطغى عليها مشاعر الأمومة، فتقصر لا إراديا في واجبها كزوجة، لكن دور الزوجة هنا هو ألا تستسلم للتغيير البيولوجي الذي حدث لها، فتتحول الزيادة في مقدار غريزة الأمومة من زيادة مؤقتة وعابرة إلى زيادة مطولة.
ويضيف: “إنه في حال وجود الطفل الرضيع تكون حجة الانشغال عن الزوج دائما جاهزة، كما تكون الأم الحديثة متوقعة من الزوج أن يعذرها دائما في عدم تركيزها بشكل كاف أثناء العلاقة الحميمية، كما أن الزوج قد يشعر أنه ليس له الأولوية في حياة زوجته، مما يشعره بألم نفسي داخلي، وعدم رضا قد يؤثر على أدائه في العلاقة الحميمية».
خلال مرحلة ما بعد الولادة، ستتعرض الأم لحالة من التوتر والاكتئاب، ووسط الاحتياجات النفسية، العاطفية والمادية التي يحتاجها الطفل، ستجد الأم نفسها أمام مسؤوليات ومهمات جديدة، ستأخذ منها معظم أوقات فراغها.
هنا سيجد الزوج نفسه مهملا، وستتراجع شيئا فشيئا العلاقة الحميمية بين الزوجين، فيتسلل الملل والروتين. o
ودعا الدكتور حاتم الزوج إلى الاهتمام بالزوجة في هذه الفترة، إذ يقول «الزوجة تحتاج إلى دعم الزوج في هذا الوضع الجديد، وهو ليس بالأمر السهل على الزوج، كونه كان معتادا على أن يكون وحده محور اهتمام الزوجة، واليوم له شريك وهو ابنه».