يرى الأستاذ عدنان الزهار، الباحث والداعية الإسلامية أن ظاهرة الزواج السريع والطلاق السريع تسفر عن انتشار أمراض اجتماعية وأخلاقية ومبادئية كثيرة في المجتمع، يمكن إجمالها فيما يلي: الطمع، عدم تحمل المسؤولية، السذاجة، الكبر، الجهل.
فـ”الطمع” يجعل أحد الطرفين أو كليهما يسرع في عرض أو قبول عرض الزواج لما يتوهمه يجلب عليه من ربح، وسرعان ما يكتشف الآخر ذلك فينفض الجمع.
و”عدم تحمل المسؤولية” أقصد به، أن كثيرا من المتزوجين يحيلون أمور زواجهم على غيرهم يتصرف في أمورهم وشؤونهم قبل وبعد الزواج وسريعا ما ينهار صبر الكل فتتشتت الجماعة.
و”السذاجة” تدفع الناس للتسرع في الزواج اغترارا بالمظاهر، فمنهم من يرى الشكل فيؤمن به ولم يخبر الجوهر، حتى إذا انكشف له حقيقة القبح لم يتأخر في قطع الصلة.
و”الكبر” سبب رئيس في قطع العلاقة الزوجية لاعتقاد المتكبر من الزوجين أنه مستحق الخدمة لا الخادم، وقد علم أن الزواج كله تعاون في البر والتقوى وتقسيم للحقوق والواجبات.
و”الجهل” يجعل الناس يتسرعون في كل شيء من الخير أو الشر، فتنقلب في أعينهم موازين الأشياء وحقائقها…
ويوضح الباحث الإسلامي أن لا علاج من ظاهرة الزواج السريع الذي هو بذرة الطلاق السريع، إلا اللجوء إلى الهدي المحمدي والشريعة الغراء، التي أمرت بالتريث في الأمور كلها وترك العجلة، ودعت للاستخارة التي يخيب صاحبها والاستشارة التي لا يندم فاعلها، وطلبت المقبلين على الزواج البحث عن شريك الحياة والنظر في أخلاقه ودينه لا في مستواه وماله ومراتبه، ومن احتمى بالله حماه الله، ومن ركن إلى نفسه شقي، جعلنا الله وإياكم من السعداء في الدنيا والآخرة.