في دراسة جديدة نشرت بصحيفة أمريكية أخيرا، توصل الباحثون إلى ضرورة أن يختار المقبل على الزواج شريكا لحياته يحمل الكثير من نقاط التشابه معه، والقليل جدا من نقاط الاختلاف، مؤكدين أن العقول المتشابهة لديها الفرصة الأكبر في زواج سعيد وهادئ. فهل صحيح أنه كلما زادت مواطن التشابه بين الأزواج عاشوا الشعور بالسعادة والرضا عن علاقتهم الزوجية أم العكس؟ وهل الاعتقاد السائد بأن الأضداد يتجاذبون ويتزوجون أصبح من قبيل الخطأ؟ ماهي حدود ومواطن التشابه والاختلاف المسموح بها بين الزوجين؟.. أسئلة وغيرها نجيب عنها في هذا التحقيق.
“زوجتي تفهم نظراتي، وتقرأ تعابير وجهي، وأصبحت مع مرور الوقت تفهم ما يجول في داخلي، وهذا يجنبنا العديد من الخلافات قبل نشوبها، وهو ما أعتبره حالة صحية وإيجابية تمد الأسرة بمزيد من الاستقرار والحب”، يقول عمر شاب في أواسط الثلاثينات من عمره، متزوج منذ أزيد من سبع سنوات. مؤكدا في تصريح أدلى به لـ”لالة فاطمة” أن التشابه بين الأزواج بعد مرور السنوات يصبح حقيقة لا يمكن تجاهلها، وأنها تصب إيجابا في مستقبل حياتهما المشتركة.
التشابه لا يعني الاستقرار
في حين تخالف غزلان، 28 سنة متزوجة منذ أربع سنوات، رأي عمر، وترى أن التشابه في طريقة التفكير والتصرفات بين الأزواج مسألة غير صحية بتاتا، وتؤدي لا محالة في نهاية المطاف إلى الرتابة والملل في الحياة الأسرية. وتوضح غزلان أنه من الضروري أن يفهم كل زوج طريقة تفكير شريك حياته، وليس بالضرورة تطبيقها، معتبرة أن وجود اختلاف بين الزوجين يعطي للحياة طعما آخر ويبعدهما عن الفتور، جازمة أن التشابه في التفكير فيما بين الأزواج لا يعني بالضرورة الاستقرار.
زوجتي تكملني ولا تشبهني
ويوافق محمد، 48 سنة غزلان الرأي ويرى بأن الحياة تحتاج إلى اختلاف حتى تبقى متجددة دائما وتسير في طريق النجاح، وعن تجربة زواجه التي دامت أزيد من ثمانية عشرة سنة يحكي محمد لـ”لالة فاطمة: “سألخص لكم 18 سنة زواج في كلمتين اثنتين “زوجتي لا تشبهني بل تكملني”، ويوضح محمد عبارته قائلا: “الاختلاف بين الأزواج في الآراء والأفكار يعطي للحياة المشتركة نوعا من التجديد والابتكار وإبراز الشخصية. وشخصيا وكما قيل قديما أرى أن الزوج والزوجة نصفان يكملان بعضهما البعض، وأن وجود “سالب وموجب” يحدث انجذابا وتقاربا.
أنا تنشرق وهو تيغرب
“الإنسان لديه عيوب ومميزات وله شخصية مستقلة ومنفصلة، فلماذا أنصاع لإرضاء الطرف الآخر” بهذه العبارة بدأت حنان، 20 سنة رأيها عندما سألناها هل أنت مع التشابه بين الزوجين أم الاختلاف بينهما، واسترسلت قائلة: “أنا مخطوبة منذ شهرين، وخطيبي لا يشبهني “أنا تنشرق وهو تيغرب”، ومع ذلك أشعر بأنني أنجذب إليه يوما عن يوم، كما أنني أؤمن بأن الانصياع الدائم وراء إرضاء الطرف الآخر كفيل بحدوث نفور بين الزوجين، وهو ما لا أرضاه لحياتي المستقبلية”.
الله يجيب لي يفهمنا
وبخلاف الشهادات التي استقتها “لالة فاطمة”، يمني خالد، 24 سنة، النفس بتحقيق مقولة والده الشهيرة “الله يجيب اللي يفهمنا او ما يعطينا والو”، ويقول: “أتمنى من كل قلبي أن أجد من تفهمني “حيت انا صعيب شوية وواعر، وبغيت شي بنت الناس اللي تمشي معايا في الخط بلا ما تعذبني وتعذب راسها”. وفي سؤال لـ”لالة فاطمة” هل وجدها أجاب بابتسامة عريضة: “راه واخا نقلب عليها بالمكبر من الصعب جدا إيجادها”.