اليوم الجمعة 28 فبراير 2020 ، هو الذكرى الثالثة عشرة، لميلاد صاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، التي كان الإعلان عن ميلادها لحظة قوية عاشها الشعب المغربي بفرحة عارمة، جسدت وعكست التشبث القوي للشعب المغربي بالأسرة الملكية، فصارت ذكرى ميلادها تتجدد بنفس الفرحة التي حلت فيها لأول مرة، حين أنارت كنف الأسرة الملكية وأشرقت بقدومها جنبات القصر الملكي بالرباط.
جوهرة تنير كنف الأسرة الملكية
كانت الساعة تشير إلى الثامنة من مساء يوم 28 فبراير سنة 2007، حين أطلقت الزغاريد في جميع ربوع المملكة، إيذانا بقدوم أميرة جليلة أطلق عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس اسم «لالة خديجة». فرحة كبيرة عاشها المغاربة قاطبة بمناسبة ميلاد أميرة بهية الطلعة.
لازال المغاربة يتذكرون بالتفصيل الدقيق ليلة 28 فبراير من سنة 2007، وبالضبط لحظة تلاوة بلاغ وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة بشرى ازدياد صاحبة السمو الأميرة الجليلة “لالة خديجة”، الذي تلته احتفالات عارمة بالحدث السعيد، حيث أطلقت المدفعية 21 طلقة احتفاء بميلاد سموها، وتوافدت جموع من المواطنين على ساحة المشور بالقصر الملكي بالرباط، للتعبير عن فرحتهم الكبيرة ومشاعرهم الفياضة وتقديم التهاني والتبريكات لصاحب الجلالة بالمولودة السعيدة.
تعددت حينها أشكال الاحتفال بالحدث السعيد، لاسيما بعد أن بثت القناتان التلفزيتان الأولى والثانية صورا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وهو يحمل بين ذراعيه الكريمتين صاحبة السمو الأميرة لالة خديجة، وبدأت بعدها جموع المواطنين تتقاطر على مختلف ولايات وعمالات وأقاليم المملكة، التي فتحت دفاتر ذهبية، لتمكين المواطنين من تسجيل تهانيهم لصاحب الجلالة والأسرة الملكية الشريفة.. وهكذا شهدت مختلف أنحاء المملكة احتفالات كبرى عكست أبلغ صور التعلق التاريخي الأصيل للشعب المغربي بأفراح الأسرة الملكية، وكذا مظاهر تجديد مشاعر التلاحم الوجداني القائم بين الملك وشعبه. كما شاركت الجالية المغربية المقيمة بالخارج الأسرة الملكية فرحتها بميلاد جوهرة القصر الملكي، بتنظيمها للعديد من الحفلات احتفاء بهذا الحدث السعيد، وشهدت سفارات وقنصليات المغرب بمختلف الدول توافد عدد كبير من الشخصيات من عوالم السياسة والفن والرياضة والإعلام والأعمال، وكذا أعضاء من الهيئات الدبلوماسية الذين قدموا للتعبير عن تهانيهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة ميلاد كريمته الجليلة.
وقد أبى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بهذه المناسبة، إلا أن تغمر الفرحة جميع رعاياه الأوفياء، حيث أصدر جلالته أمره الملكي بالعفو على عدد من السجناء.
وجريا على السنة الحميدة للأسرة العلوية الشريفة، ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس في يوم سابع مارس 2007 برحاب القصر الملكي بالرباط، حفل عقيقة الأميرة الميمونة، حيث قام وزير العدل آنذاك الراحل محمد بوزبع والحاجب الملكي ابراهيم فرج بنحر كبشي “العقيقة”.
لتصبح ذكرى ميلاد صاحبة السمو الأميرة لالة خديجة، مناسبة تحتفل بها جميع مكونات الشعب المغربي وتعبر من خلالها عن مشاطرتها الأسرة الملكية أفراحها ومسراتها، مجددة فيها آيات الولاء والإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي 17 شتنبر سنة 2011، ترأس جلالة الملك بالمدرسة الأميرية بالقصر الملكي بالرباط الدخول المدرسي الأول لصاحبة السمو الأميرة لالة خديجة، حيث زار جلالته بهذه المناسبة مرافق المدرسة الأميرية، التي تتألف من كتاب لحفظ القرآن الكريم وعدة فصول دراسية، كما حضر حصة لتلقين القرآن الكريم، وكذا الدرس الأول لصاحبة السمو الملكي ورفيقاتها في الفصل في حصتي اللغتين العربية والفرنسية.
المدرسة الأميرية.. معهد لإعداد الأمراء والأميرات
في قلب العاصمة الرباط، وبالضبط على بعد أمتار من القصر الملكي العامر، تقع المدرسة الأميرية، التي تضم بين ظهرانيها عددا من الطلاب يتقاسمون فصول الدراسة والتعلم مع الأمراء وأميرات القصر الملكي.
رأى المعهد التعليمي المولوي النور عام 1942 على يد المغفور له الملك الراحل محمد الخامس، كمدرسة لولي العهد آنذاك وباقي الأمراء والأميرات.
يبدأ اليوم الدراسي بالمعهد المولوي على الساعة السادسة صباحا ببرنامج دراسي تسطره لجنة من التربويين الخبراء يروم بالأساس تربية وتعليم الملك المستقبلي، وإعطاء الأمراء والأميرات كل القدرات المعرفية والمؤهلات المطلوبة.
تتكون المدرسة من كتاب لحفظ القرآن، وعدة فصول دراسية، يتلقى فيها الأطفال إضافة إلى اللغتين العربية والفرنسية، لغات حية أخرى مثال الإنجليزية والإسبانية، ومبادئ في مختلف الفنون والعلوم ومواد أساسية تعد عصب التمدرس داخل المدرسة: القرآن الكريم والتربية الإسلامية، الفلسفة، دراسة وتحليل النصوص، التاريخ والجغرافيا، تاريخ الآداب والنحو، الترجمة، الرياضيات، والعلوم، إضافة إلى التربية البدنية.
المدرسة يديرها ويشرف عليها السيد عزيز الحسين، الوزير السابق في الوظيفة العمومية والسفير السابق للمغرب لدى دولة الإمارات، الذي يحرص، وفق برنامج محكم ومسطر بعناية كبيرة، على تلقين المتمدرسين كل ما من شأنه أن ينمي قدراتهم المعرفية، ويؤهلهم لحياة مستقبلية ناجحة.
أول ظهور رسمي للؤلؤة القصر
في أبهى أناقتها، أطلت صاحبة السمو الأميرة للا خديجة على المغاربة في أول ظهور رسمي.
وقد تابع المغاربة ظهور الأميرة الصغيرة بملامحها الهادئة ونظرتها المتفائلة، بشكل علني في حفل تقديم الحصيلة المرحلية والبرنامج التنفيذي في مجال دعم التمدرس وتنزيل إصلاح التربية والتكوين الذي تضمن التوقيع على ثلاث اتفاقيات شراكة لتمديد وتطوير برنامج “تيسير” للداخليات والمطاعم المدرسية، وخلق مركزين للتكوين المهني في مهن الصحة في الرباط والدارالبيضاء، وإحداث مسارات تربوية مندمجة “رياضة -دراسة” ومسارات للتكوين المهني والتعليم العالي لفائدة الرياضيين.
صاحبة السمو الأميرة للا خديجة جلست إلى جانب والدها جلالة الملك محمد السادس، وتابعت بتمعن مراسيم أول حفل رسمي تحضره إلى جانب جلالته.
وبهذه المناسبة، قامت صاحبة السمو الأميرة للا خديجة بأخذ صور تذكارية مع حاضرين في الحفل، الذي عرف تواجد 12 تلميذا من المتدربين والطلبة، المتوجين برسم الموسم الدراسي الفارط. و 18 أستاذا وإطارا تربويا بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، تم اختيارهم من بين الأفضل على مستوى مختلف جهات المملكة، حيث تم توشيحهم بأوسمة ملكية.
الأميرة تبهر الجميع بجمالها وأناقتها
بعد كل ظهور لها، تبهر صاحبة السمو الأميرة للا خديجة الجميع بأناقتها وإطلالاتها الرائعة، سواء بالزي التقليدي أو العصري.
“لباس الأميرات” ما يميز ظهور كريمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ حداثة سنها، فالكثير منا يتذكر أول ظهور لجوهرة القصر الملكي بالقفطان المخزني في أول صورة عائلية لها خلال زفاف الأمير مولاي إسماعيل، لتتوالى إطلالاتها وظهورها المتميز بالزي التقليدي في مناسبات مختلفة سواء كانت رسمية أو عائلية أخرى، كزفاف الأميرة “للا سكينة” ابنة عمتها صاحبة السمو للا مريم، وزفاف عمها صاحب السمو الأمير مولاي رشيد. ومنذ سنتين تقريبا، كان ظهور صاحبة السمو الأميرة للاخديجة إلى جانب شقيقها صاحب السمو ولي العهد الأمير مولاي الحسن في وفد صلاة الاستسقاء بالجلباب لأول مرة قد أبهر المغاربة.
وتميزت إطلالات لؤلؤة القصر الملكي العامر بالرباط بالأناقة والرقي خلال حفلات نهاية السنة الدراسية بالمدرسة المولوية، ومنها الظهور بسلهام أسود مطرز، وفساتين ملونة ومتنوعة ومُزينة برسومات تعكس جمال ذوق سموها.
وبهذه المناسبة السعيدة يتقدم طاقم مجلة “لالة فاطمة” بأحر التهاني والتبريكات لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ولكافة الأسرة الملكية الشريفة، متمنيين من الله أن يحفظ الأميرة الجليلة بما حفظ به الذكر الحكيم وأن يطيل عمرها وينبتها نباتا حسنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.