تعد الرضاعة الطبيعية بمثابة رابط قوي بين الأم وطفلها، إضافة إلى أنها تمده بكافة الاحتياجات الغذائية ورفع قدراته على مواجهة الكثير من الأمراض، ولكن إلى متى سيظل الطفل يمارس الرضاعة الطبيعية من أمه؟ وهل هناك موعد محدد من أجل فطام الطفل دون التأثير على صحته وحرمانه من فوائدها، هذا ما ستجيبنا عنه في المقال بشرى أباكا الأخصائية في طب الأطفال.
ماهي أفضل طريقة لبدء الفطام؟
أكيد أن أحسن طريقة لبدئ الفطام تكون تدريجيا لكي يتمكن كل من الطفل والأم من استيعاب ذلك الفطام المفاجئ، لما له من تأثير كبير على نفسية الطفل، أولا عندما نتكلم عن الفطام فهو فطام بالرضاعة الطبيعية أي من ثدي الأم، لأن وقتها يكون الطفل متعلقا بأمه، وفي هذه المرحلة يجب على الأم اختيار الوقت المناسب لبدء الفطام وأن تكون مستعدة لذلك لكي لا تفشل فيه.
ويبقى الوقت المناسب لبدء الفطام حسب رغبة الأم لأنها الوحيدة التي تقرر، ولكن يجب مراعاة حالة الطفل حيث لا يمكنها أن تفطمه إن كان مريضا أو كان في أشهره الأولى لأن ذلك الحليب يساعده كثيرا في مناعته، خصوصا إذا كان من النوع الذي يمرض كثيرا بسبب تغير الجو، كما يمكنها أن تفطمه في كل الفصول شريطة أن تكون الأجواء ثابتة ولا تكون في فترة الأمراض الكثيرة التي يمكن أن يصاب بها وتأثر على صحته ونفسيته، ولكن في نفس الوقت لا يجب أن تنسى أن الأشهر الست الأولى يجب على الطفل فيها أن يستفيد من حليب الأم لأنه مفيد للغاية، وبعد هاته الأشهر نبدأ بإعطاء الطفل الأكل من أجل إنقاص أوقات الرضاعة وتغيير نظامه الغذائي.
ويبقى الوقت الأسهل للفطام بين تسعة أشهر وسنة وحتى عامين، ولكن هناك حقيقة علمية تقول أنه كلما تأخر الطفل في الرضاعة يصعب فطامه، كما أن مدة فطام الطفل تستغرق ما بين أسبوعين إلى ثلاث أسابيع، حيث نقوم في كل أسبوع بتبديل حليب الأم بالحليب الصناعي أو بعض الوجبات وبالتالي يتقبل الطفل الأمر بكل سهولة.
ماذا يمكن أن تفعل الأم إن رفض الطفل الفطام؟
كما أشرت سابقا إذا كان الطفل بين العام والنصف والسنتين يصعب فطمه وكذا إقناعه، وفي هذه الحالة يجب على الأم أن تكون أكثر صرامة وأكثر إقناع، أما بالنسبة للرضع الصغار أي بين تسع أشهر وسنة، يبدأ بالتعود على الأمر تدريجيا ولكن يجب أن يكون القرار نهائيا لدى الأم.
هذا ويجب تعويض كل وجبة ثدي بوجبة أخرى أي إما أن نستبدلها بحليب اصطناعي أو غذاء آخر “فاكهة أو ياغورت” ولكن من المؤكد أن تقوم الأم في كل أسبوع بإنقاص وجبة ثدي أي إذا كان يأخذ الطفل في الأسبوع الأول أربع وجبات، يجب في الأسبوع الثاني أن تعطيه فقط 3 وجبات إلى أن نصل إلى وجبتين، والمهم هو أن تكون تلك الوجبتين “الرضاعة الطبيعية” متباعدتين على الأقل 12 ساعة، لكي تتجنب الأم تحجر الثدي لأن هذا الأمر له علاقة مع الهرمونات، فإذا كانت الأم تقوم بترضيعه في الصباح والليل “هادشي غايخلي الثدي ديالها ادخل لواحد الدائرة باش ما يتجمعش ليها الحليب بزاف ويتحجر”.
ماذا عن التغذية بعد الفطام؟
بالنسبة للتغذية بعد الفطام فإن أهم وجبات الثدي عند الطفل وجبة الصباح والمساء لهذا أول وجبة يجب أن تفكر الأم في استبدالها هي وجبة الثالثة مساء لأنه في الأصل سيأكل غذائه، وبالتالي سيسهل إزالة هذه الوجبة ولن تؤثر على أكله، أما وجبة العاشرة صباحا يمكن أن نعطيه عصيرا أو أي شيء يمكن أن تعوض تلك الرضاعة، وهكذا أي نبدأ بالوجبات الأقل أهمية عند الطفل وبعدها الوجبات المهمة في الصباح “فاش كيفيق” والليل “قبل ما كينعس”، كما سبق وقلت التغذية تبقى كما هي حيث نضيف إليها موادا أخرى خاصة في عامه الأول، لأن شهيته تصبح مفتوحة ما يسمح له بالأكل مثل الطفل الكبير، فقي الفطور “كياكل الخبز والحليب والعسل” أما في الغذاء “خضر وفواكه” وفي المساء يمكن أن نعطيه ياغورت أو كيك أو بسكويت، والعشاء بنفس طريقة الغذاء وبالتالي لن يكون هناك تأثير إذا تم الفطام بطريقة تدريجية.
كيف يمكن التخلص من حليب الرضاعة بعد الفطام؟
بعدما تقرر الأم فطام ابنها يبدأ لديها مشكل تجمع الحليب بثديها، وأول ما عليها فعله هو شفط القليل من الحليب من ثديها من أجل إنقاصه، ، وإذا لم تساعدها هذه العملية توجد هناك بعض النباتات مثل نبتة “الحكيم” المعروفة وكذا “البقدنوس” و “النعناع” التي يمكن أن تتناولها وتساعدها على التخلص من صناعة الحليب بالثدي.
كيف يتم علاج تحجر الحليب في الثدي؟
كما أشرت سابقا، في حالة ما تحجر ثدي المرأة يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعفنات والتهابات حيث يفضل في هذه الحالة اللجوء إلى الطبيب المعالج من أجل تفادي حدوث مشاكل أخرى، أؤكد على أن عملية الفطام يجب أن تكون بشكل تدريجي وأن تأخذ الأم الوقت الكافي و أن يكون الفطام منتظما لكي تحافظ الأم على صحتها من جانب وتقوم بتعويد الطفل على ترك الرضاعة والاستغناء عنها بسهولة من جانب آخر لأن نفسية الطفل تلعب دورا كبيرا في المعاناة خلال مرحلة الفطام، كما يمكن وضع الكمادات الساخنة على الثدي فهو يعمل على تخفيف الاحتقان بشكل كبير وإنقاص الحليب.