العلاقة الزوجية الجنسية، هي عبارة عن كتلة من المعاني والمشاعر الإنسانية النبيلة، التي تتداخل في هذه العلاقة، من حنان واهتمام وحب وأيضا تضحية وتفهم لحاجيات الآخر، خصوصا في طبيعة العلاقة الجنسية التي تكون محكومة بالعديد من التناقضات، ومن أهمها، الاختلاف في درجة الرغبة الجنسية بين الرجل والمرأة، وذلك بحكم تكوينه وطبيعته الفيزيولوجية، بالإضافة إلى ذلك إلى أن القيمة الطبيعية لهرمون التستوستيرون المسؤولة عن الرغبة الجنسية عند الرجل مرتفعة أكثر من عشر مرات عند المرأة، وبالتالي فإن اللا تكافؤ الجنسي هو أمر حتمي موجود وسيوجد في أي علاقة بين الزوجين.
لكن في بعض العلاقات الزوجية قد تكون هناك معايير أخرى، قد تزيد من تعميق هذا اللا تكافؤ، منها حالات مرض أحد الطرفين أو بسبب الفارق في السن، بالإضافة إلى طبيعة العلاقة الجنسية بين الزوجين، التي تكون أحيانا فاقدة لملامحها الطبيعية، أي أن تكون مبنية على تواصل جسدي فقط بدون تواصل روحي وعاطفي.
وهنا لا بد من شرح أمر مهم للأزواج، أنهم عندما يرغبون في ممارسة الجماع مع زوجاتهم يجب أن يتعلموا كيفية السيطرة والتقليل من رغباتهم الزائدة، وبالمقابل على الزوجات أن يعرفن كيف يرفعن من هذه الرغبة، بهدف خلق نوع من التكافؤ في ميزان الحياة الزوجية الجنسية، فمثلا يمكن للشريكين الاتفاق على تحديد عدد العلاقات في الأسبوع، فإذا كان الزوج يريد يوميا علاقة، في الحين الزوجة تتمنى أ، تكون مرة واحدة فقط، ففي هذه الحالة يمكن الاتفاق على ممارسة العلاقة لثلاث مرات في الأسبوع.
وفي نفس الوقت عندما يكون أحد الأطراف في العلاقة الجنسية يتمتع برغبة جنسية أكثر من الآخر، هنا يجب أن لا يقوم بإرغام شريكه على الممارسة، بل يحاول أن يخلق لديه تجاوبا، لتكون المتعة مشتركة بين الاثنين.
ولتحقيق هذا التكافؤ يبقى للزوج دور مهم في خلق التوازن، والأمر سهل وهي الاعتماد على الخلطة السحرية، التي تتكون من الكثير من الحب والاهتمام والمداعبة، لأنه إذا كان الطريق للوصول إلى قلب الرجل هو الجنس فإن العكس، لتصل للجنس عند المرأة لا بد من الحصول على قلبها ووجدانها، لأن أصعب إحساس يمكن أن يبعدها ويكرهها في الجنس بصفة عامة، هي شعورها بأنها مجرد شيء لتلبية غريزة زوجها.
أما عن دور الزوجة في هذا التكافؤ، فيجب أن تتفادى الفكرة الشائعة عند العديد من الزوجات اللواتي يرفضن ممارسة العلاقة الجنسية بدعوى أنهن مرهقات بسبب ضغوط العمل وتربية الأطفال، وهذا يعتبر مجرد عذر للهروب من هذه العلاقة، لأن الجماع هو وسيلة للراحة وللتنفيس عن كل الأعباء التي يحملها الزوجان على كاهلهما، إلى جانب أن الجنس يعتبر بوابة لخلق تواصل روحي وعاطفي بين الشريكين، وليس كما يعتقد البعض بأنه حمل ثقيل على القلب.
وتبقى هناك خاصية يتميز بها الزوج الذي يمكنه أن يتخلص من همومه ومشاكله وأحزانه، وتبقى رغبته الجنسية هي شاغله الوحيد، في حين أن الزوجة تحمل معها كل ما يخالجها من هموم أثناء علاقتها الجنسية.
وفي الأخير يجث الإشارة إلى نقطة مهمة تجهلها العديد من الزوجات، وهي أنهن أقوى جنسيا، ويمكنهن أن يشعرن بالرغبة الجنسية لمرات عديدة أكثر من أزواجهن، وبأن الرجل يشبه عود الكبريت، يشتعل ويطفئ سريعا، لمجرد لمسه في حين أن المرأة مثلها مثل الماء يحتاج إلى الوقت ليسخن ومدة لكي يبرد.
أمال شباش اختصاصية في الطب النفسي وفي الاضطرابات الجنسية.